شهور عجاف مرت من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولاتزال مفاجآت المقاومة الفلسطينية لم تنته بعد، من المعارك الجبهوية المفتوحة وصولاً للصواريخ التي كان إيقافها أهم هدف للاحتلال، لكنه عجز عن ذلك.
شهور عجاف حبلى بالموت والأشلاء، وسموم الاحتلال وقنابله التي تحمل التوقيع الأمريكي الأخضر لضرب الأطفال والنساء تحت سقف وغطاء الأمم المتحدة، كما حصل مؤخراً في مجزرة مدرسة للأونروا تؤوي نازحين فلسطينيين بمخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
شهور عجاف لكنها تحمل نقاطاً خضراء مضيئة في سفر التضحية والمقاومة للمخرز الصهيوني بيده الغربية التي تحاول اقتلاع الحياة من أرض وسماء وهواء قطاع غزة المنكوب بآلة الحقد الأمريكية الإسرائيلية.
صلابة عروق المقاومة في فلسطين أثارت دهشة الخبراء العسكريين، وحيرتهم في نفسها الطويل، فهي تحارب على الأرض ولم تلق بسلاحها، ولم تلق بكل أوراقها دفعة واحدة، بل انتظرت طوال هذه الفترة ليكون وقع الحدث أشد وأكثر تأثيراً على الكيان الذي هزم عسكرياً وداخلياً، باعتراف ساسة الكيان وعسكريين من داخله، وبات يريد الخروج من عنق الزجاجة الغزاوية المميتة.
ويؤكد كم ونوع الصواريخ وإقرار الاحتلال بذلك، على سلامة الترسانة الصاروخية للمقاومة التي زعم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو تدمير جزء كبير منها، فمازالت الصواريخ بعيدة المدى تدك قلب الاحتلال مع شلل كبير تعانيه القبة الحديدية.
بعد ثمانية أشهر عجاف، بل أعوام عجاف، من قتل الأبرياء وافتتاح المجزرة تلو الأخرى في جميع بقاع فلسطين، يقترب الاحتلال رويداً رويداً من هزيمة تاريخية لم يعهدها من قبل، وكلما أوغل في العدوان كشفت عورته العسكرية، وسيهزم بعد العجاف ويتعافى وجدان فلسطين الذي طالما طعنته آلة الظلم والعدوان.
منهل إبراهيم