الثورة – ترجمة رشا غانم:
عندما اقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرا بأن الاقتصاد الصيني على حافة الهاوية، بدا أنه يتجاهل حقيقة أن توصيفه السابق بـ “القنبلة الموقوتة” من العام الماضي قد تلاشى، نظرا للتحسن المستمر في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وفي مقابلة حديثة مع صحيفة التايم، نقل الرئيس الأمريكي آرائه حول الصين بنبرة ساخرة، واتهم الصين بكراهية الأجانب واستخف بمبادرة الحزام والطريق، في حين أنّ كل هذه الملاحظات السلبية تتجاهل بشكل صارخ الحقائق الأساسية.
ففي العام الماضي، حققت الصين معدل نمو اقتصادي سنوي قدره 5.2 في المائة، متجاوزة الاقتصادات الكبرى الأخرى، وفي الربع الأول من هذا العام، نما الاقتصاد الصيني بنسبة 5.3 في المائة على أساس سنوي، متناقضا بشكل حاد مع المعدل السنوي للولايات المتحدة البالغ 1.3 في المائة خلال نفس الفترة.
وفي أواخر أيار الماضي، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الصين لعام 2024 من 4.6 في المائة إلى 5 في المائة.
ومع تقدم الصين لقوى إنتاجية جديدة عالية الجودة والتخطيط لتدابير إصلاح رئيسية، سيتم إطلاق المزيد من الحيوية للحفاظ على النمو عالي الجودة للاقتصاد، إذن، أين حافة الهاوية المفترضة ؟.
هذا ولا ينبغي استخدام كراهية الأجانب لوصف الصين المعاصرة، فيمكن أن يُعزى النجاح الاقتصادي للبلاد جزئيا إلى سياسة الانفتاح على مدى العقود الماضية، كما لاتزال الصين ملتزمة بتوسيع مشاركتها العالمية، بهدف التنمية المتبادلة من خلال تقليل القيود المفروضة على الشركات الدولية، وتعزيز بيئة الأعمال الدولية القائمة على القانون، وتشجيع الشركات المحلية على التوسع في الخارج.
تتماشى تصرفات الصين مع أقوالها، وهي تواصل تعزيز الانفتاح الرفيع المستوى في الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، واستحداث تدابير لإزالة القيود المفروضة على وصول الاستثمار الأجنبي إلى قطاع الصناعة التحويلية، وتجريب مبادرات لزيادة الانفتاح في خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية ذات القيمة المضافة، وفي الفترة من كانون الثاني إلى آذار، منحت الصين أكثر من 1.98 مليون مسافر أجنبي الدخول بدون تأشيرة، بزيادة 266.1 في المائة على أساس سنوي.
وفي الواقع، الولايات المتحدة، وليس الصين، هي التي تشهد تصاعدا في المشاعر المعادية للأجانب، إن القضايا الراسخة بعمق في الاستبعاد والتمييز ضد المهاجرين، إلى جانب الزيادات الكبيرة في التعريفات الجمركية الأخيرة على واردات السلع الصينية الممتدة من السيارات الكهربائية إلى المعدات الطبية، بمثابة شهادة على تصاعد كراهية الأجانب والحمائية والانعزالية داخل الولايات المتحدة.
أما فيما يتعلق بتصريحاته حول تعاون الحزام والطريق، رفضها بايدن ووصفها بأنها “مبادرة مزعجة”، ويُذكر أن مبادرة الحزام والطريق، التي كانت الصين رائدة فيها، حفزت على تطوير الموانئ والسكك الحديدية والمجمعات الصناعية عبر الدول الشريكة، مما أدى إلى تحفيز تحسينات كبيرة في البنية التحتية المحلية وتوليد مئات الآلاف من فرص العمل، ومن خلال عدد كبير من المشاريع الرئيسية والبرامج المصممة بدقة والتي تركز على الناس، تبشر المبادرة بالراحة والحيوية على نطاق عالمي، كما تؤكد المشاركة الساحقة لأكثر من 150 بلدا شريكا صدى المبادرة وإشادتها بوصفها منفعة عامة عالمية.
إنّ ما قاله الرئيس الأمريكي يكشف العقلية الحقيقية للولايات المتحدة، ربما يكون ذلك مصدر إزعاج للولايات المتحدة، فمن حيث الجوهر، تعزز مبادرة الحزام والطريق صعود البلدان في جنوب الكرة الأرضية، وهو تطور تبدو الولايات المتحدة قلقة بشأن مواجهته.
لقد أصبح استخدام “بطاقة الصين” تكتيكا شائعا للسياسيين الأمريكيين الذين يسعون إلى كسب الأصوات خلال الدورات الانتخابية أو تحويل الانتباه عن القضايا المحلية، ومع ذلك، فإن تشويه الحقائق لتضليل الجمهور وتشويه سمعة الآخرين في الشؤون الدولية أمر غير مسؤول إلى حد كبير وغير أخلاقي ومضر، وهو سلوك غير لائق لقوة عالمية كبرى.
المصدر – تشاينا ديلي