الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
لكلّ منّا هويته، اسمه صورته، لكننا نتشارك الانتماء، فتبقى الهويّة وكما أسماها ابن رشد «اسم يطلق بالترادف بالمعنى الذي يطلق على اسم الموجود، كما تشتق من الهو، كما تشتق الإنسانية من الإنسان»، أما الثقافة التي لا تحاور ولا تتجدد ولا تتغير تكون خالية من الإبداع، وميّتة لا محالة ونحن لا نريد أن تكون هويتنا الثقافيّة كذلك، وفي ذات الوقت يعيش معظم شبابنا في حالة اغتراب عن مجتمعهم، وثقافتهم الحقيقيّة، يجذبهم كلّ ما هو جديد في العالم الرقمي، والعولمة الثقافيّة الغربيّة بعيدة عن ثقافتنا وهويتنا، فيندمجون، وخاصة بأنه ظهرت مصطلحات الاندماج الثقافي السلوكي، الهويّة الثقافيّة، الكفاءة اللغوية وغيرها من مفاهيم تقيس فشل ارتباط الجيل الجديد بمجتمعه، البداية لابدّ من الاعتراف بأن الثقافة هي نوع من أنواع التعبير عن حالة المجتمع في ضعفـه أو قوته، وهي التي تحدد هوية المجتمعات البدائية أو المتقدّمة، وهل هي مجتمعات تؤمن بالحداثة بأسسها المعاصرة مستفيدة من التطورالعظيم الذي يحيط بعالمنا أم لا ؟.
وإن مكونات الهوية الثقافيّة هي اللغة، الدين، والتاريخ، وتقوم الهويّة الثقافية على الاستفادة من الجهود الإبداعية للشباب، مدى إيمان المثقفين بحركة ونمو مجتمعهم وفق مفاهيم عالميّة، تقوم على تفكيك بنى المفاهيم الثقافية الموروثة العازلة لحركة نمو المجتمع التي وضعت نصب عينها مقدّسات وترفض التنمية.
علينا دمج الثقافة في الخطط المستقبليّة للتنمية الشاملة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والصحية. أخيراً لابدّ من ابتكارأدوات لتعزيز وجود هويتنا الثقافية وبنفس الوقت حماية خصوصيتنا، فمواجهة الثقافات الأخرى تقضي التعامل معها وليس تبعيتها حتى لا نذوب في الآخر.
العدد 1193 – 11 -6-2024