بات أغلبية الموظفين يفضلون العودة إلى زمن المعتمد المالي (المحاسب) والحصول على رواتبهم يدوياً، في ظل استمرار تعطّل الصرّافات الآلية التابعة للمصارف العقارية والتجارية بصورة متكررة، وخاصة في أوقات تسلم الرواتب…وبحسب المشاهدات المخجلة التي سبقت أيام عطلة العيد حيث جمهور كبير من الموظفين المنتظرين أمام الصرافات التي في أغلبها معطل أو خارج الخدمة أو نفذت النقود منها … أما الصرافات التي تعمل وعددها قليل ولا يتناسب مع حجم الطلب فإن هناك معاناة تتعلق بانقطاع متكرر للتيار الكهربائي ووقت انتظار أطول ومشاجرات أكثر.
المشكلة ليست جديدة ولا تعتبر حالة استثنائية بسبب الحاجة الماسة للراتب خلال فترة العيد. بل هي مشكلة روتينية تتكرر شهرياً وأحياناً كل عدة أيام، حتى أصبح الموظف يتمنى العودة إلى زمن المحاسب كي يتخلص من عمليات البحث عن الصرافات وعذاب المواصلات والانتظار والقلق وما يرافق ذلك من مشاجرات وتحمل لعوامل الطقس من حرارة الصيف وبرودة الشتاء وغيرها من أمور حولت سعي الموظف في الحصول على راتبه هماً شهرياً..
المفارقة الأولى أنه وقبل عطلة العيد بعدة أيام كانت أغلبية الصرافات معطلة على مستوى محافظة دمشق كلها، وكانت طوابير الناس تنتظر دورها رغم الحر الشديد وتتحمل مشكلة انقطاع الكهرباء ونفاد النقود من الصرافات وانتظار الموظفين لحل المشكلات، وبقيت خارج الخدمة على الرغم من حاجة الناس الماسة لرواتبهم في ظل وجود عطلة طويلة ومناسبة العيد.
المفارقة الثانية أن أزمة الصرافات الآلية ومشكلاتها المتكررة تواصلت بعد العطلة وهناك حالة ازدحام غير مسبوقة أمام الصرافات الموجودة في الخدمة ..رغم التصريحات المتكررة للمعنيين أن جميع المشكلات قد حلت.
حالة الازدحام وأعطال الصرافات داخل المؤسسات وأماكن العمل العامة باتت هياكل آلية شكلية لا قيمة لها .. فهي معطلة دائما وبالتالي هي لا تحفظ ماء وجه الموظف.. بل أصبحت هماً جديداً يعيشه مع بداية كل شهر.. فالمشكلة لا تتعلق بالأيام التي تسبق الأعياد والمناسبات أو بعدها كما يصفها مديرو المصارف.. وإنما أصبحت ظاهرة عامة تحمل الكثير من الهموم والعذاب لشريحة الموظفين .. ولا يمكن وصفها بحالة حضارية طالما تحمل كل هذه العثرات والمظاهر غير اللائقة وتفتقد لأدنى متطلبات البنى التحتية المتعلقة بنجاحها.