الثورة – بشرى فوزي:
تعتبر سورية واحدة من أقدم الحضارات في العالم، ومن أروع الوجهات والأماكن السياحية في الشرق الأوسط، ومع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة- غير المسبوق، في ظل التقنين المعتاد للكهرباء- يبدأ البحث عن الاستجمام والراحة، هرباً من حرارة الطقس التي بدأت بموجات حر لاهبة قبل حدوث الانقلاب الصيفي في الحادي والعشرين من شهر حزيران.
وبما أنّ الأسعار كاوية، كما الطقس، يلجأ الناس إلى الأماكن السياحية القريبة، للحد من المصاريف التي لم تعد بمقدور الأغلبية الكبيرة من الناس، ولذلك يتوجه سكان المناطق التي تعتبر بعيدة عن المناطق الساحلية إلى استئجار المزارع ضمن دمشق وريفها لقضاء إجازة والترفيه عن أنفسهم، حسب قدراتهم المادية المتاحة، بالرغم من تحليق الأسعار إلى مستوى خيالي..
تقاسم التكلفة
تقول أم محمد: نعاني من ارتفاع درجات الحرارة التي تفقدنا القدرة على الحركة تقريباً، لذلك قررت بالاتفاق مع أولادها وبناتها الستة استئجار مزرعة ليوم واحد على طريق المطار، مضيفةً أنّها ليلة لن تنساها، فقد شعرت برفقة أبنائها وأحفادها بسعادة غامرة، وقضوا يوماً وصفته (بليلة من العمر)، مؤكدة أنّهم لم يناموا من شدة الفرح، فهي المرة الأولى لهم منذ عدة أعوام.
وقالت: لقد تقاسمنا أجرة اليوم للمزرعة، والتي قاربت المليون ليرة لليوم الواحد، فهناك ضريبة عالية لتوفر الكهرباء على مدى أربع وعشرين ساعة، وأشارت إلى أنّ قضاء يوم واحد تصل تكلفته إلى مليوني ليرة متضمنة أجرة السيارة.
وأضافت ليس بمقدورنا الذهاب إلى الشاطئ والتمتع بمياه البحر، فعدد أفراد أسرتنا كبير، وربما لن تكفينا عشرة ملايين ليوم واحد، فأسعار الشاليهات والمواصلات باهظة، وليس لنا قدرة عليها، ولذلك استبدلنا الشاطئ بالمسبح.
نحو 2 مليون آجار المزرعة
أمّا المكاتب التي تسوّق لتأجير المزارع فهي كثيرة وتنتشر على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية وحقيقية أحياناً، وقد تواصلت “الثورة” مع إحدى الصحفات على الفيس بوك بإدارة أبو عدنان والتي تنشر إعلانات لتأجير مزارع في عدة مناطق وأولها مضايا، والتي يتراوح أجارها في اليوم الواحد بين مليون و٦٠٠ألف وحتى مليون و٩٠٠ألف وترتفع أجرة اليوم الواحد خلال أيام الجمعة والسبت، وذلك لكثرة الطلب على المزارع خلال أيام العطل، كما تتفاوت الأسعار- والكلام لأبي عدنان- حسب المنطقة ومساحة المزرعة وما تقدمه من خدمات، ففي منطقة زبدين هناك مزارع أجارها لا يتجاوز ٥٠٠ ألف في اليوم الواحد، وهنا تكون الكهرباء لمدة ١٢ ساعة على سبيل المثال، ويرتفع إلى ٧٠٠ألف خلال يوم الجمعة، كما تتوفر أسعار أقل تنخفض إلى ٤٠٠ ألف خلال أربع وعشرين ساعة في مناطق شبعا، وتكون الكهرباء لمدة عشر ساعات أو أقل، ولكن تكون المزرعة مجهزة بكل ما تحتاجه الأسرة للاستجمام وقضاء وقت ممتع للهروب من لهيب الصيف.
خلاصة القول..
يسعى الجميع من خلال السياحة الداخلية إلى الهروب من لهيب الصيف وقضاء وقت جيد نوعاً ما برفقة الأسرة والأصدقاء، ولكن تبقى الأسعار خيالية مقارنة بدخل المواطن، وخاصة الموظف والذي على يبدو أنّه لن يجرؤ على التفكير باستئجار مزرعة، فكيف بزيارة البحر الذي يحتاج لدراسة ربما ينتهي الصيف قبل أن ينهيها.