يعتبر مشهد أكثر من مليوني فلسطيني، وهم يفرّون من منازلهم تحت التهديدات والقصف الإسرائيلي لقطاع غزة، تحدّياً للإنسانية، وأكثر إيلاماً.. ويستمر إصرار المحتلين الإسرائيليين على إخلاء منطقة تلو منطقة من سكانها الفلسطينيين بدفعهم للخروج منها لتدميرها.
سياسات الاحتلال تستمر في الاضطهاد والقمع، فعندما أعلن عزمه على إخلاء قطاع غزة من السكان فهم العالم أجمع أنه يريد ضم تلك المنطقة للأراضي التي احتلها على مدى ثلاثة أرباع القرن.
هذا العدوان الهمجي الدموي يعدّ تحدّياً للإنسانية وللنظام السياسي الدولي أيضاً، ويؤكد على جريمة الإبادة الإنسانية للفلسطينيين أصحاب الحق في أرضهم.. وترتكب “إسرائيل” المجازر وتستخدم أحدث أسلحتها في استعراض للقوة ضد الفلسطينيين، ويمنعون الغذاء والدواء عن أهالي القطاع وغيره من المناطق.
مع عدوانهم المستمر حدد حكام الاحتلال مناطق، أسموها “آمنة”، ثم قصفوها وقتلوا أهلها بمجازر جماعية.. ومنعوا أعمال الإغاثة لمن هم تحت الأنقاض، وقتلوا الأطفال والنساء أثناء تجمعهم حول سيارات الإغاثة، كما استهدفوا سيارات الإسعاف، ومنعوا وصول البعثات الدولية.
منذ تأسيس الأمم المتحدة في العام 1945 لم تلتزم “إسرائيل” بأي قرار صدر عنها حول فلسطين وشعبها، ووقف الغرب والولايات المتحدة الأمريكية مدافعين عنها في كل مرة.. ما هي الإنسانية إذاً..!!؟ وأين هم السياسيون الغربيون والأميركيون من القيم والمبادئ التي يُفترض أن تحمي البشرية من الظلم والعدوان والجوع والخوف؟.

السابق