هناك حقيقة يعلمها الإستراتيجيون بأنّه من السهل بدء الحرب ولكن من الصعب جداً إنهاؤها..
حقيقة تتعارض مع أهداف وأطماع السياسات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة والعالم.
فالولايات المتحدة التي كانت وراء إشعال الحرب في أوكرانيا، لم تتوقع أن تكلفها انضمام أوكرانيا لحلف الأطلسي – الناتو – كل هذه السنين منذ 2014، وتحتاج لتوظيف إمكاناتها العسكرية والمالية لدعم النازيين الجدد في أوكرانيا في حربهم ضد روسيا، علاوة على استغلال إمكانات أوروبا العسكرية وتمويلها لهذه الحرب العبثية، وها نحن في منتصف العام 2024، ولا نهاية قريبة أو محددة لهذه الحرب العبثية التي أشعلتها الولايات المتحدة.
كانت حسابات واشنطن أن تكون جولة صغيرة من المعارك وتحسم الحرب لصالحها.
الأمر نفسه، ينطبق على الحسابات الإسرائيلية، عندما شنّ كيان الاحتلال عدواناً وحشياً ضد قطاع غزة، وكان يعتقد بداية أن الأمر يحتاج إلى ساعات ثم تطور الأمر إلى أيام فأسابيع، واليوم يدخل العدوان شهره التاسع، ولا نهاية قريبة للحرب، ولا يستطيع كيان الاحتلال التحكم بنتائجها أو إنهائها.
العدو يسعى دائماً إلى حرب خاطفة.. حرب تحقق له التفوق العسكري والأمني.. لكن حرب غزة صدمت العدو الإسرائيلي، كما صدمت حرب أوكرانيا الولايات المتحدة والغرب.
والآن وسط هذه المعادلة والتطورات، يحاول وزراء اليمين المتطرف جرّ حكومة الإرهابي نتنياهو إلى حرب جديدة من خلال عدوان إسرائيلي جديد ضدّ جنوب لبنان، ما سيعقد صورة المشهد ويحدث مفاجآت خطيرة تصدم كيان الاحتلال، فالمقاومة اللبنانية التي تصدت لعدوان كيان الاحتلال في العقود الماضية، تغيرت أحوالها، وصارت أكثر قوة وإسناداً، وقادرة على إلحاق الهزيمة النوعية بالعدو بشكل واضح وجلي، ولن تخيفها محاولات العدو الفاشلة.
إنّ قادة العدو أمثال الأميركان، لا يستخلصون غالباً العبر من التاريخ ويلهثون وراء أوهامهم وأحلامهم بخوض الحروب الخاطفة والسريعة وقليلة التكلفة والمفضية إلى نصر ناجز لا لبس فيه، لكنّهم يصطدمون على الدوام بحقيقة أنّه من السهل بدء الحرب ولكن من الصعب جداً إنهاؤها.
لم تكن هناك نجاحات للولايات المتحدة في أفغانستان عام ٢٠٠١ والعراق عام ٢٠٠٣، بل أثبتت أنها خادعة بالكامل، وأدخلت الولايات المتّحدة في مستنقعات خرجت منها خاسرة في نهاية المطاف، وكذلك كيان الاحتلال قام باعتداءات ضد جنوب لبنان و قطاع غزة في السنوات الماضية، وكلها باءت بالفشل.