تشكل الرعاية الصحية الأولية السبيل الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع من خلال التكامل الذي تكونه بين التنمية الاجتماعية، والثقافية والبشرية، والاقتصادية والبيئية مع التنمية الصحية، ما يمكن المجتمع أن يصل إلى الأمن الصحي المناسب.
ولعل تطبيق تجربة طب الأسرة من خلال نظام فاعل لذلك, فإنه يعزز نهج الرعاية الصحية الأولية, لطالما يركز طب الأسرة على تحليل الواقع الصحي للمجتمع مستنداً على الأسرة كنواة أساسية له.
ويركز في هذا الجانب على التكامل في تقديم الخدمات الصحية بها، ومعززاً لمفاهيم الرعاية الصحية الأولية، خاصة وأن نظام طب الأسرة فيما يمثله عزز من المنطلقات النظرية الأساسية للرعاية الصحية مثلما عززت الأخيرة من النظام الصحي للمجتمع وجعلته يتطور باتجاه تقديم افضل الخدمات الصحية للمواطنيين مستثمرة كل القدرات المؤسساتية لذلك.
فاختصاص طب الأسرة الذي يعود في بلدنا لأوائل التسعينات وحقق الكثير من التقدم والإنجاز على صعيد وزارة الصحة، ولكن سنوات الحرب السوداوية، والتي أرخت ظلالها القاسية على كل مناحي الحياة أدت إلى تراجع هذا الاختصاص الهام بعض الشيء, لناحية هجرة الأطباء الاختصاصيين وخسارة العديد من مراكز الرعاية الصحية.
وتالياً من الضرورة بمكان أن تدعم الجهات المعنية هذا الاختصاص ليأخذ مكانه الصحيح, من ناحية تحديث وتعزيز مناهج التدريب، وإعطاء توصيف وظيفي للخريجين وطبيعة العمل، مع إقامة دورات مستمرة نظرية وعملية، لأن استثمار أطباء الأسرة يخدم الخطط الصحية المستقبلية، والتأمين الصحي، والأنشطة ذات الصلة بالتثقيف الصحي لأن ميزة هذا الاختصاص هو التواصل مع المجتمع.

السابق
التالي