مسارات للنيران

في السنوات الأخيرة بات مشهد النيران التي تلتهم الغابات مألوفاً.. للأسف، لكن ما يلفت الانتباه هو الحضور الشعبي في خطوط النار، إذ يتقدم الأهالي قبل رجال الإطفاء أحياناً، حاملين ما تيسر من أدوات بسيطة: دلاء ماء، أغصان يابسة، أو حتى قلوباً ملتهبة بالمسؤولية.

هذه المبادرات الشعبية لا تُقاس بقدرتها المادية بقدر ما تُقاس بروح التضامن التي تنبض بها، إذ أثبت الناس أن حماية الأرض مسؤولية جماعية وليست حكراً على مؤسسات الدولة.

لكن مع ذلك، هناك واقع أشد خطورة يعقد مهمة الإطفاء ويضاعف حجم الكارثة، يتمثل بمخلفات الحرب والألغام، فالغابة التي كان يُفترض أن تكون مأوى للطيور والحيوانات البرية، تحوّلت إلى حقل قابل للاشتعال والانفجار مع أول شرارة.

الألغام المدفونة تحت التربة تنفجر عند تمدد النار، فترسم دوائر موت جديدة، وتفتح مسارات جديدة للنيران يصعب السيطرة عليها، أضف الى ذلك أن هذه الانفجارات لا تكتفي بتوسيع رقعة الحريق، بل تقتل حيوانات بريئة.. وتدمّر توازن الحياة البيئية في لحظة خاطفة.

ما بين المبادرات الشعبية النبيلة، وخطر الألغام الصامتة، تبدو معركة الحرائق أكثر تعقيداً، فمن جهة، هناك إرادة الناس التي تشعل الأمل وسط الرماد، ومن جهة أخرى هناك إرث الحرب الذي يواصل إشعال النار حتى بعد أن صمتت البنادق، وبين هذين الوجهين، تبقى الطبيعة هي الضحية الكبرى.. أشجار تُمحى، وحيوانات تُفنى، وغابات تتحول من رئة خضراء إلى أطلال سوداء.

الحل لا يكون فقط بإطفاء النيران عند اندلاعها، بل بعمل وقائي طويل المدى يتضمن تنظيف الغابات من مخلفات الحرب، دعم جهود الإطفاء بالعتاد والكوادر، وتشجيع المبادرات الشعبية ضمن خطط منظمة، فالنار قد تلتهم الجذور، لكن الإرادة الشعبية قادرة أن تعيد الغابة إلى الحياة من جديد.

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً