الثورة – تحقيق سهيلة إسماعيل:
لا تزال أزمة النقل في محافظة حمص “مدينة وريفاً” موجودة في ظل غياب حلول جذرية وناجعة لها من قبل الجهات المعنية، رغم المحاولات العديدة لحلها نلاحظ أنها تتفاقم يوماً بعد يوم لتكون في صدارة أزمات باتت هي العنوان الأبرز لحياة المواطن الذي يقف عاجزاً ومغلوباً على أمره, لأنه لا يملك حلاً, وإن كان يملك فهو على المستوى الشخصي، كأن يشتري دراجة نارية أو دراجة هوائية ويتنقل عليها, هذا ضمن المدينة أما سكان الريف ولاسيما الموظفين والطلاب وهم مضطرون للذهاب يومياً إلى المدينة فلا تنفعهم تلك الحلول الفردية.
وتزداد الأزمة وتكبر في أوقات معينة, كبداية امتحانات الشهادة الثانوية, وبداية امتحان الجامعة, وبداية الدوام في المدارس, والأمر المزعج بالنسبة إلى المواطن أنه لا يتمكن من التنقل في سيارات الأجرة لأن أجرة الطلب الواحد قد تكون ربع مرتبه الشهري.
في الواقع, لا يعاني سكان المدينة كما يعاني سكان الريف إلا بعض الخطوط ضمن المدينة كخط وادي الذهب- ضاحية الوليد وبعض الخطوط الأخرى, أما في الريف فأغلب الخطوط تعاني من أزمة خانقة, وما زاد الطين بلة قرار تخفيض حصة السرافيس العاملة على الخطوط من مادة المازوت, وهي ذريعة جاءت على طبق من ذهب لبعض سائقي السرافيس للتوقف عن العمل بحجة أنه “ما بيجيب همّو”…
مواطنون.. نريد حلاً للأزمة
تحدث لـ” الثورة” طلاب ومواطنون يقطنون في ريف المحافظة الغربي عن معاناتهم عندما يريدون المجيء إلى دوامهم, رغم أن الوحدات الإدارية في أغلب القرى تعاقدت مع باصات نقل داخلي إلا أنها لم تحل الأزمة.
الطالب م. علي وهو طالب في كلية الهندسة البتروكيميائية بجامعة البعث قال: أسكن في قرية الشنية وهي تبعد 40 كم عن المدينة، واليوم يبدأ امتحاني في الجامعة وأنا لا أستطيع أن أنتظر ساعة وربما أكثر حتى يأتي سرفيس لإيصالي إلى المدينة, لذلك قررت الإقامة عند أحد أصدقائي في المدينة ريثما ينتهي الامتحان.
المهندس عيسى وهو موظف من شين (45كم غرب حمص) قال: لا أستطيع أن أداوم يومياً بسبب عدم وجود سيارات كافية تنقل الموظفين والطلاب من شين إلى مدينة حمص.
هدى موظفة في مديرية الصحة قالت: كان باص البلدية المخصص لقريتي القبو والشنية يساهم في التخفيف من أزمة النقل ولو نسبياً لكنه تعطل وتوقف عن العمل منذ عدة أشهر. وهكذا تستمر معاناتنا المزمنة مع السرافيس العاملة على خط حمص– فاحل، وحمص– القبو.
وقالت طالبة في كلية الآداب من قرية فاحل: تغيبت عن محاضراتي أكثر من مرة بسبب أزمة النقل، والآن بدأت امتحاناتي في الجامعة ولا أعرف ماذا سأفعل لأصل في الوقت المحدد إلى الامتحان؟
رؤساء الوحدات الإدارية: لا يردون علينا
تعتبر أزمة النقل على خط حمص– فاحل– الشنية، وحمص- القبو أزمة قديمة حديثة, وللاستفسار عما يحصل على الخطين المذكورين اللذين يُخدمان عدة قرى اتصلنا برئيس مجلس بلدة القبو محمد طراف فقال: إن أزمة النقل أزمة عامة, ولا تقتصر على الريف، وهي موجودة ضمن المدينة وسببها الرئيسي قلة المحروقات, أما بالنسبة إلى باص البلدية الذي كان يخفف الأزمة إلى حدٍ ما فقد تعطل منذ عدة أشهر, وكلفة إصلاحه مرتفعة جداً, فمحركه بحاجة إلى عمرة وهو يكلف ما يقارب الـ 80 مليون ليرة سورية وهو رقم مرتفع جداً, لذلك طالبنا بباص آخر, وحتى الآن لم يحصل شيء.
أما رئيس مجلس بلدة فاحل المهندس سمير قاسم فقال: أرسلنا عدة كتب ومطالبات لعضو المكتب التنفيذي المسؤول عن قطاع النقل, وجميعها بدون جدوى تذكر, بالإضافة إلى أن المسؤول عن النقل في محطة الانطلاق الشمالية لا يتجاوب مع مطالبنا إلاّ فيما ندر, ففي أغلب الأحيان نطلب منه إرسال سيارات ” سحب” يعني سيارات فارغة من الكراج بمعدل سبع سيارات لفاحل واثنتين للشنية, لكنه لا يلبي طلبنا دائماً, ونحن لدينا عشرون سرفيساً على الخط، لكنها لا تكفي لأن السرافيس مخصصة لبلدة فاحل والشنية, أي ما يقارب الـ18 ألف نسمة وهناك عدد كبير من طلاب الجامعة والموظفين المضطرين للذهاب إلى مدينة حمص يومياً.
نعمل وفق الإمكانيات المتاحة
عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة حمص بشار العبد الله قال: تم تخفيض حصة جميع السيارات العاملة على خطوط النقل ضمن المدينة وبين المدينة والريف من مادة المازوت لأنها غير متوفرة بكثرة, لذلك نشأت أزمة النقل, ونحن نعمل على معالجة الاختناقات الحاصلة على جميع الخطوط, ودائما نعمل وفق الإمكانات المتاحة لدينا, أي أننا نعمل بنصف طاقتنا بسبب عدم توفر كمية المحروقات المطلوبة لتلبية حاجة جميع الخطوط, ففي الفترة السابقة كان يُخصص نحو 40 ألف ليتر مازوت لمحطة الانطلاق الشمالية أما الآن فإن الكمية المخصصة لا تصل إلى 20 ألف ليتر, وبالنسبة إلى الخطوط المذكورة في ريف المحافظة الغربي لم يخبرني أحد بوجود أزمة خانقة كي أعالجها..!!