الثورة – تقرير نور جوخدار:
أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه إزاء حياة وسلامة مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الطبيب “محمد أبو سلمية” بعد إفراج الاحتلال عنه عقب اعتقاله بشكل تعسفي منذ سبعة أشهر.
وقال المرصد في بيان أوردته وكالة معا: إن إفراج الاحتلال عن أبو سلمية مع عدد من الكوادر الطبية، من دون توجيه أي اتهامات ضده يضيف دليلا آخر على أن الذرائع التي ساقها مسؤولو الاحتلال لاقتحام ومحاصرة مجمع الشفاء وتدميره كانت حججا واهية لاأساس لها من الصحة وملفقة.
وأضاف المرصد أن الهدف الحقيقي من وراء تلك الاتهامات هو تدمير إحدى أبرز مكونات القطاع الصحي في قطاع غزة لحرمان الفلسطينيين من أية فرصة للعلاج والنجاة وحتى الإيواء.
وحذر المرصد من احتمال إعادة اعتقال أبو سلمية أو استهدافه وقتله بشكل مباشر ومتعمد، إثر حملة التحريض التي أطلقها كبار مسؤولي حكومة الاحتلال ضد الإفراج عنه.
وحمل المرصد الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة أبو سلمية، مؤكدا أن أي مساس بحريته وسلامته الشخصية أو تعريضه لأي خطر تتحمل مسؤوليته كل “السلطات الإسرائيلية” التي تشن حملة سياسية وإعلامية واسعة ضده وضد قرار الإفراج عنه.
وذكر المرصد بأن قوات الاحتلال لا تزال تعتقل آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة بما في ذلك أطباء وكوادر طبية.
وفي أول تصريح له بعد الإفراج عنه, أعرب الدكتور أبو سلمية عن استغرابه من تصريحات مسؤولي حكومة الاحتلال حول عدم معرفتهم بالإفراج عنه وخاصة أن ذلك تم رسميا.
وأشار إلى أنه كان هناك تعذيب كل يوم تقريبا له في سجون الاحتلال مبينا أنه تم إبلاغه بعدم وجود أي اتهامات ضده وأنه محتجز حتى إشعار آخر.
وبين أن وضع المعتقلات مأساوي وصعب جدا، والأسرى القدامى والجدد يمرون بأسوأ ظروف منذ نكبة 1948 وحتى الآن، حيث يعانون من نقص في الطعام والمياه وهناك إهانة جسدية كاشفا أنه “لمدة شهرين لم يأكل أي من الأسرى سوى رغيف خبز واحد يوميا”.
وتابع أنه ومعتقلين آخرين تعرضوا للتعذيب واحتجزوا في ظروف قاسية كما أن بعض المعتقلين بترت أطرافهم بسبب سوء الرعاية الطبية مشيرا إلى أن حراس المعتقل كسروا إصبعه أثناء الضرب الذي استخدموا فيه الهراوات والكلاب.
ويعتبر أبو سلمية طبيب أطفال بارزا، وأصبح مديرا لمجمع الشفاء عام 2019 وحتى اعتقال الاحتلال له في ال 23 من تشرين الثاني 2023.