الثورة – هراير جوانيان:
نجح منتخب هولندا في بلوغ ربع نهائي أمم أوروبا لكرة القدم (يورو 2024)، المُقامة حالياً في ألمانيا، بعد فوزه على رومانيا (3-0) في ثمن النهائي، وقدم منتخب هولندا نفسه بقوة، تحت قيادة المدرب السابق لنادي برشلونة الإسباني، رونالد كومان، كأحد المرشحين للقب بعد مواجهة رومانيا، إثر أداء غير مقنع في الدور الأول، والتأهل بين أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث بأربع نقاط.
وأعاد الهولنديون في هذه البطولة، خصوصاً لقاء رومانيا، جزءاً من طريقة اللعب، التي اشتُهر بها المنتخب البرتقالي في فترات سابقة، والمعروفة بالكرة الشاملة، التي طُبقت بقيادة الأسطورة الراحل يوهان كرويف، وهي نظرية تكتيكية تعتمد على قدرة اللاعب على شغل أكثر من مركز بالكفاءة نفسها، من أجل خلق نظام تكتيكي مرن لا يتقيد فيه أي لاعب بتأدية دور معين، والذي قدم من خلاله المنتخب الهولندي بطولة استثنائية، في مونديال 1974، قبل خسارة المباراة النهائية ضد ألمانيا الغربية.
غياب النجم الواحد
وعلى عكس البطولات الكبيرة السابقة، افتقدت هولندا للنجم الأوحد، بعد أن شهد تاريخ الكرة البرتقالية نجوماً من العيار الثقيل، مثل كرويف، ومن بعده فان باستن ورود غوليت، مروراً برود فان نيستلروي، وآريين روبن، وسجل كودي جاكبو ثلاثة أهداف لمنتخب بلاده في هذه المسابقة، لكن اللاعب لا يعتبر نجماً من العيار الثقيل، في الوقت الذي غاب فيه المهاجم الهولندي عن أغلب مباريات فريقه، ليفربول الإنكليزي، خلال الموسم الماضي. ويبدو أن غياب نجم واحد يتم الاعتماد عليه في هذا المنتخب، كان عاملاً إيجابياً، صب في مصلحة كتيبة كومان، التي تأمل في استعادة المجد الأوروبي الغائب، وتكرار إنجاز نسخة (1988) بألمانيا الغربية، عندما حقق لقب اليورو الوحيد في تاريخه، بعد الفوز على الاتحاد السوفييتي في النهائي(2-0).