تشهد أنديتنا الرياضية خلال الفترة الحالية انعقاد مؤتمراتها الانتخابية التي يتم على إثرها اختيار مجالس إدارات هذه الأندية لدورة انتخابية كاملة تمتد لأربع سنوات وسط إجماع تام من معظم أعضاء هذه المؤتمرات على تفضيل أصحاب المال عن غيرهم لانتخابهم في مجلس إدارة هذا النادي أو ذاك مع تجاهل كبير للخبرات الرياضية ذات الباع الكبير في ملاعبنا.
وتشير الوقائع إلى ماهية الإدارات التي سيتم انتخابها في ظل القناعة التامة بأن الكلمة العليا للمال وحده وأن مسألة الخبرة الإدارية ومن ثم التخطيط ورسم الاستراتيجيات الفنية والإدارية والاستثمارية ليست ذات أولوية لأن كل أعضاء الأندية يبحثون عن الحلول السريعة والمريحة التي يوفرها وجود الداعمين ضمن مجالس إدارات الأندية.
في الحقيقة فإن أحداً لا ينكر أهمية المال ولا يمكن لأي شخص أن يعارض وجود داعم مالي في إدارة كل نادي (إن كان الداعم يبحث عن مصلحة النادي فعلاً)، ولكن وبكل صراحة فإن هذا الانجراف الصارخ نحو الاعتماد على الداعمين يكاد يكون تعبيراً حقيقياً عن العجز الذي تعانية أنديتنا على المستوى الاستثماري الذي لا يلبي المطالب المادية والمصاريف المترتبة على كل نادٍ وهوما يدفع أعضاءه للبحث عن داعم ومنحه الأولوية في التصويت بغض النظر عن أحقيته بالتواجد في مجلس الإدارة وبغض النظر في كثير من الأحيان عن الأفكار التي يحملها قبل دخول معترك العمل الإداري في أنديتنا.
على ذلك ووفقاً لما سبق فنحن نتحدث عن الوجود الذي ستفرزه الحاجة للمال فقط، ولكن المشكلة أن أحداً لن يحاول تطوير العمل الاستثماري في أنديتنا لأن الحل الأسرع المتمثل بوجود داعم سيكون أسهل ليبقى السؤال إلى متى؟.

السابق
التالي