لايمكن أن تنقضي صباحات معرض الزهور في دورته الحالية التي حملت عنوان:” الوردة الشامية” كرمز لها، دون التوقف عند هذه التظاهرة التي باتت تشكّل مهرجاناً حقيقياً للفرح والثقافة والتراث، ناهيك عن الجمال الذي يحمله عبر ذاك الإبداع في التنسيق ورسم لوحات تؤكد في كلّ يوم الإبداع في تكريس معاني الجمال بأبهى صوره، منتصراً للحياة ومؤمناً بأن الجمال يمكن أن يعيد للحياة ألقها، فكيف إذا كان هذا الجمال يصدرعن الزهور التي تنثرعبقها في الأرواح وتجمع العائلة على مائدتها لتكون جسراً للمودة تمنح السكينة والسلام الداخلي لكلّ نفس متعبة.
فمعرض الزهور لم يعد حدثاً عابراً، بل استطاع خلال حضوره الدوري في كلّ عام وتطوره المستمر أن يستقطب العديد من الدول للمشاركة والاستمتاع بالزهورالنادرة التي تتميز بها بلادنا، هذا إلى جانب التعرف على تراثنا وثقافتنا التي تتجسد من خلال الفعاليات الثقافية من عروض مسرحية و سينمائية في الهواء الطلق وحفلات موسيقية، تحكي عراقة حضارتنا التي تمتد في عمق الزمن لتزهر إبداعاً وتضفي جمالاً معتقاً برائحة الزهورالتي تتربع على عرشها الوردة الشامية.
وفي جولة لا يمكن أن تكون سريعة لأن كلّ ركن في المعرض يحتاج وقفة للتأمل، سنلحظ ركناً للكتاب وبأسعاررمزية ساهمت فيه الهيئة السورية للكتاب، في مبادرة منها لنشر الثقافة، وخصوصاً كتب الأطفال الغنية بالمعرفة والقيم ،إيماناً منها بأن للإنسان احتياجاته الروحية والفكرية والكتاب هو الصديق الأكثر وفاء في تحقيق هذه المعادلة اليقينية، ليتكامل المعرض في أركانه بين الترفيه والجمال والثقافة والعراقة، وليثبت من جديد أن نبض الحياة في بلادنا لم ولن يتوقف رغم أطماع الغزاة وجشعهم ووحشيتهم، ففي كلّ يوم يولد أمل جديد وكلّ يوم يزهر الحبّ في قلوب أبناء شعب خبر معنى أن يكون قوياً صامداً لاتهن عزيمته ولا تلين، يبني جسوراً للمحبة بعبق زهوره وينثر السلام بإشراقة روحه الأبية.
السابق
التالي