الثورة – وداد محفوض:
هل سمعتم بفن الفينوغرافيا، البعيد عن المألوف والأساليب التقليدية في الرسم؟ فن يفتح أمام الفنان آفاقاً واسعة من الإبداع. بإسلوب فني مبتكر يجمع بين الدقة الهندسية والإبداع البصري، يقدم محمد خضر أسعد وهو في العقد الثاني من عمره من قرية عين الزبدة بطرطوس هذا الفن، بتصاميم ولوحات معقدة تنبض بالحياة، معتمداً في عمله على تثبيت المسامير على الألواح الخشبية وتشبيك الخيوط بينها.
كان أسعد شغوفاً بالرسم منذ طفولته كما تحدث لصحيفة الثورة، فرسم على الدفاتر والجدران وحتى الخشب، وبعد المرحلة الثانوية، بدأ احتراف الفن بشكل جدي عام 2018، ثم تخصص في الرسم بالحبر الناشف عام 2019، وجرب العديد من التقنيات الفنية، الرسم بالفحم، الجرافيت، الخربشة، والرسم بالبصمة، مؤكداً أن كل تقنية منها أضافت له معرفة جديدة في عالم الفن، إلى أن وصل عام 2021 إلى مرحلة الاحتراف. ويشير أسعد إلى أن النقلة النوعية في مسيرته كانت عند اكتشافه فن الفيلوغرافيا، الذي جمع فيه بين مهارات الرسم ودقة العمل الخشبي. فقد دمج خبرته في الرسم مع خبرته في النجارة ليقدم أعمالاً مبتكرة بالخيوط والمسامير، ويرسم بالخيوط كما لو كان يرسم بالقلم.
وعن الصعوبات التي يواجهها، بين أسعد أن أبرزها نقص المواد المناسبة، مثل الخشب الجيد والمسامير الاحترافية، إضافة إلى الوقت الطويل الذي تستغرقه كل لوحة، وأن عدم توافر المواد المطلوبة للوحة معينة ومخطط لها يُعتبر تحدياً إضافياً، إلى جانب ضغط العمل والتنقل بين ورشة النجارة وعمله الفني.
يؤكد أسعد أنه رغم ذلك طموحه كبير، بإيصال فن الفينوغرافيا السوري إلى العالم العربي والعالمي، وترك بصمته الفنية. كما يطمح إلى أن يصبح أسلوبه معروفاً مع إغفال اسم صاحب توقيع اللوحة، ويضيف أن الفن، رغم أنه لا يضمن الاستقرار المالي الدائم، إلا أنه يشكل له مصدراً جيداً للدخل، خاصة مع انتشار فيديوهاته التي يعرض من خلالها مراحل عمله عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولأن عمله يجمع بين الرسم وفن النجارة والخشب، استطاع أن يحقق انتشاراً جيداً في طرطوس وفي مختلف أنحاء سوريا لدى الراغبين باقتناء لوحات فنية فريدة للمناسبات الخاصة.
شارك أسعد في العديد من الفعاليات داخل المحافظة وخارجها، كما عُرضت أعماله عبر تقارير تلفزيونية ومنصات فنية مختلفة. وهو حالياً في طور التحضير لإقامة معرض فردي خاص به قريباً.
يوجه أسعد في ختام حديثه رسالة لكل من يسعى خلف حلمه الفني أن الموهبة هي البداية، والاسم يُصنع بالاستمرار والصبر والمثابرة.