الثورة – حسين روماني:
“الساحة الدرامية تتسع للجميع”، عبارة تلمسها الفنانة روعة لبابيدي اليوم، عقب سنوات من التغييب والغياب، لتطل اليوم عبر الشاشة من خلال دور جديد ترى فيه فرصة حقيقية لإعادة الاعتبار لمسيرتها، مسيرة بدأت كما أخبرتنا من بطولات مطلقة على خشبة المسرح القومي في حلب، ثم اقتصرت على عدة أدوار متواضعة حكمتها الشللية امتدت إلى الدراما والسينما، قبل أن تقودها التجربة إلى محاولات في الكتابة الدرامية، واليوم، كما تقول، تشعر أن الوقت أصبح مناسباً “لبداية جديدة”.
صحيفة “الثورة” التقت روعة لبابيدي وحدثتنا عن البدايات الفنية: “بدأت رحلتي مع البطولات المطلقة مطلع 1994 على خشبة المسرح القومي في حلب، ثم انتقلت إلى التلفزيون والسينما، وشاركت في أفلام روائية نالت جوائز ذهبية كالفيلم الروائي للمخرج سمير ذكرى “تراب الغرابة”.

– ما أبرز الأعمال التي شاركتِ فيها على شاشة التلفزيون؟
قدّمت أعمالاً عديدة، منها: سفر، الفراري، قلوب خضراء، رجاها، وكلّها مع مخرجين كبار، وكانت مرحلة غنية جداً بالنسبة لي.
– بعد التمثيل، ما الذي جذبكِ إلى الكتابة؟
كانت رغبتي في الغوص بعمق أكبر. اتجهت إلى الكتابة، وقدّمت نصوصاً تبنّتها المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني، بلغ عددها ثلاثة أعمال مكتملة، إلى جانب استمراري في العمل التمثيلي.
– كيف تنظرين إلى مرحلة الدراما التي نعيشها اليوم، خاصة مع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي؟
نحن أمام مرحلة جديدة تماماً، هناك من يرى أن الضوء يتجه نحو أصحاب الحضور على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنني أؤمن بأن الفرصة الحقيقية يجب أن تُمنح لصاحب الموهبة، نأمل أن تفتح هذه المرحلة الباب أمام كل فنان قادر على إثبات قدرته.
– هل تشعرين بأنكِ ظلمتِ؟
نعم، كثيراً. لكنني أؤمن “لولا العتمة ما كان هناك نور”، والمهم أن يعرف الجمهور الحقيقة كاملة، للأسف، كان الفن محكوماً لسنوات بمنطق الشللية، مما جعل اختراقه أمراً صعباً، وعلى الرغم من أن بداياتي كانت بطولات مطلقة ومع مخرجين معروفين، فالطريق مرّ بمحطات من الغياب، لكن العودة اليوم بمثابة بداية جديدة.
– مع أنكِ لم تدرسي التمثيل في المعهد العالي، كيف صقلتِ موهبتك؟
صقلتُ تجربتي بالدراسة الأكاديمية، أحمل إجازة في الفلسفة، وتتلمذت على يد الأستاذ كريكور كلش، إلى جانب الموهبة نفسها، والمزيج بين المعرفة والممارسة هو ما صقل تجربتي الفنية.
– دعينا نقترب من دوركِ الجديد، من هي “سعاد” التي تقدّمينها في “شمس الأصيل”؟
هي شخصية أحببتها كثيراً، كتبها الأستاذ قاسم الويس بطريقة تمنح الممثل مساحة واسعة في الأداء. أجسّد أمّاً مفجوعة قُتل ابنها نتيجة المصالح والأطماع، ولن أدخل في التفاصيل كي لا أحرق الأحداث، لكن الشخصية ستمضي في مفترق طرق، وسيلمس الجمهور ذلك عند عرض العمل.
– كيف كان تعامل صناع العمل معك؟
مريح جداً، مساحة الدور كبيرة وهي فرصة حقيقية للإبداع، وهذا ما يحتاجه الفنان ليقدّم أداءً صادقاً.
– كلمة أخيرة؟
أتمنى ألا أكون ضيفة ثقيلة، وأن تكون هذه العودة بداية مرحلة جديدة في الدراما، تتيح لكل فنان أن يأخذ مكانه المستحق ولو بعد حين.