الثورة- هراير جوانيان:
بعد شهر كامل من المنافسات القوية والمباريات المثيرة، تسدل الستارة اليوم على بطولة أوروبا لكرة القدم في نسختها الـ(١٨) التي تستضيفها ألمانيا، عندما تلتقي إنكلترا مع إسبانيا الساعة العاشرة ليلاً على الملعب الأولمبي في برلين.
ويسعى المنتخب الإنكليزي لكسر النحس الذي يلاحقه طوال تاريخه في البطولات الدولية، من خلال الفوز بكأس أمم أوروبا (٢٠٢٤) عندما يواجه المنتخب الإسباني، صاحب ثلاثة ألقاب في البطولة، إنكلترا لم تصل إلى نهائي مسابقة رسمية دولية سوى مرّتين، الأولى عندما أحرزت لقب كأس العالم عام (١٩٦٦) على أرضها، والثانية عندما بلغت نهائي يورو (٢٠٢٠) والذي أقيم بعد عام، بسبب جائحة كوفيد-١٩، على أرضها أيضاً، وهذه المرّة الأولى التي سيلعب فيها منتخب الأسود الثلاثة مباراة نهائية خارج أرضه، ويسعى لأن تكون برلين مدينة الأحلام الجديدة له.
مشوار إنكلترا لم يكن سهلاً في هذا اليورو، ولم تحقق أي انتصار في المتناول من دور المجموعات، وصولاً إلى نصف النهائي، إذ تغلّبت على صربيا بهدف، وتعادلت مع الدانمارك وسلوفينيا بهدف لهدف، ومن دون أهداف توالياً، في دور المجموعات، وتفوّقت على سلوفاكيا بهدفين لهدف في الدور (١٦) وعلى سويسرا بركلات الترجيح في ربع النهائي، وأخيراً على هولندا بهدفين لهدف في نصف النهائي، ولم يكن أداء المنتخب الإنكليزي مشرّفاً، ولم تُشعرنا إنكلترا ولو لمرّة أنها من أبرز المرشحين على اللقب، حيث بدا الفريق تائهاً في معظم الأوقات.
أسماء لإثبات نجوميتها
إذا نظرنا إلى تشكيلة المنتخب الإنكليزي، نجد أنها مدجّجة بأهم العناصر في مختلف الخطوط، وفيها نجوم يصعب التغلّب عليهم، بدءاً من خط الدفاع مع ووكر وستونز، مروراً بخط الوسط مع رايس و بيلينغهام، وصولاً إلى خط الهجوم مع فودين وساكا وهاري كين، فهؤلاء ليسوا نجوماً عاديين، بل من الطراز الرفيع، ويلعبون مع أندية القمة في الدوريات الأوروبية الكبرى، وهذه الأسماء قادرة على الإطاحة بأي خصم إذا جرى تنظيمهم كما يجب على أرض الملعب.
ويسعى هاري كين لفك النحس الذي يلاحقه منذ بداية مسيرته، إذ إنه لم يفز بعد بأي لقب جماعي لا مع منتخب بلاده ولا مع الأندية التي لعب لها، حتى لُقّب باللاعب المنحوس، أما نجم نادي ريال مدريد جود بيلينغهام، فرغم تسجيله هدفين ثمينين لمنتخب بلاده في البطولة، إلّا أنه لم يجد نفسه كما يجب في معظم المباريات، وظهر بمستوى عادي في أغلبية الفترات، كما أن وظيفته على أرض الملعب تتغيّر أحياناً، فينتقل للعب على الأطراف، الأمر الذي لم يعتد عليه إطلاقاً، وهو لا ينجح سوى خلف المهاجم في وسط الملعب.
وبالنسبة إلى الجناح بوكايو ساكا، فهو يقدّم أداءً مميّزاً على الأطراف، ويفتح اللعب دائماً لزملائه بسرعته ومراوغاته، لكنه يفتقد إلى لاعب يلبّي تمريراته في منطقة الجزاء، ما يؤكّد ضياع الفريق على أرض الملعب، وأن الخطوط ليست منظّمة كما يجب من قبل المدرّب غاريث ساوثغيت.
ويبدو أن ساوثغيت بدأ يتعلّم من دروس الماضي، فالجميع ينتظر منه لقباً، لا أرقام قياسية تحطّم من دون فائدة، والأكيد أنّ هذه المرّة لن يُرحم، لا من قبل وسائل الإعلام الإنكليزية ولا من قبل الجماهير في حال فشل في التتويج وشحن الكأس إلى لندن، لكن المهمّة ستكون معقّدة جداً أمام منتخب منظّم وقوي في مختلف الخطوط أيضاً، ويقدّم أجمل كرة قدم في البطولة، ألا وهو المنتخب الإسباني الذي تصدّر مجموعة الموت عن جدارة وأطاح ألمانيا صاحبة الأرض وفرنسا قبل بلوغ النهائي، حلّ شيفرة لا روخا، المنتخب الأفضل في البطولة أداء ونتائج، والمدرّب لافوينتي ستكون صعبة، لكنها ليست مستحيلة على منتخب تُقدّر قيمته السوقية بأكثر من مليار يورو.