الثورة – دائرة المجتمع:
جديد الدكتور عبدالله المجيدل الأستاذ بكلية التربية بجامعة دمشق هو كتاب “التربية والمواطنة” الذي صدر عن اتحاد الكتاب العرب، ويقع في 160 صفحة، وتناول فيه عرض الدور الثقافي والاجتماعي والسياسي للتربية في بناء المواطن.
يرى الباحث أن عملية إعادة البناء تشكل أكثر التحديات الملحة التي تواجه كل مواطن سوري، بعد البلاء الذي حل بالبلاد وأثر في مختلف مقدراتها، مشيراً إلى أن عملية بناء المواطن تعد أهم عمليات البناء قاطبة، ما يجعل التربية أمام مهمة تاريخية جسيمة، إذ تناط بها عمليات البناء الحقيقة كلها من خلال بناء الإنسان المواطن، فالمواطنة موقف أخلاقي قبل أي توصيف آخر.
ومن هنا يرى المجيدل أن المؤسسات التربوية معنية أكثر من أي مؤسسات أخرى بمسألة إعادة البناء، ولاسيما أن من يخطط للتربية يخطط لمجالات الحياة جميعها، ومن خلال استعراض تجارب كثير من البلدان المتطورة والتي مرت بكوارث وحروب واستطاعت تجاوزها وتحقيق مواقعها الحضارية، وتمكنت من تجذير انتماء مواطنيها، نجد أن التربية ونظم التعليم كانت عاملاً رئيساً في تحقيق التقدم تلك البلدان وبنائها الحضاري.
أخيراً يرى الدكتور المجيدل في كتابه أن قوة الأمم المعاصرة تقاس اليوم بقدراتها على بناء الروح الوطنية والعلمية والنقدية لأبنائها من أجل الحياة في عصر بات التغير السريع أهم سماته، تغير أصبح يواجه الأنظمة التربوية في مختلف البلدان التي هي في طور النمو، بما يفوق قدرتها على الوفاء بمتطلباته في كثير من الأحيان، ولاسيما في الوقت الذي تظهر فيه مخاطر التشرذم والفرقة والتناحر الطائفي والعرقي نتيجة الانتماءات الفرعية الضيقة، على حساب الانتماء للكل الوطني الذي ينبغي أن يسمو فوق أي انتماء.
