حمص – سلوى إسماعيل الديب:
لجوء إنساني ولن ننكسر بوجود حريق في المدينة، كانت عناوين لوحات ومنحوتات قدمها في غالوري سهر كل من الفنانين رزق الله حلاق وإيمان الحسن بتناغم جميل بين الأعمال تحت عنوان “رؤية وجدل”وحضور عدد من المهتمين بالفن ورواد الغالوري.
قدم خلالها حلاق ١٢ لوحة بإبدعات فنية مختلفة و٨ منحوتات بطريقة احترافية وتقنيات وقياسات مختلفة، منطلقاً من مرسمه ألوان في فيروزة، استقبل فيه الأطفال لتعليمهم الرسم والأشغال اليدوية، لمسنا دخول حلاق في تجربة جديدة وتطور في أسلوبه منذ عام ٢٠٢٠، فأصبح مائلاً إلى الاختصار أحياناً من حيث عدد العناصر والألوان وللتفاؤل في بعض موضوعاته.
وما يميز المعرض قيام الفنان باللعب على سطح اللوحة حيث زاوج النحت مع الرسم فحوت اللوحة تقنية النحت مع الرسم والألوان المتعددة.
ونرى حلاق في رحلة بحث دائمة عن تضاريس جديدة، يعالجها ويلونها كأنها جزء من منحوته فيعتقها ليظهر روح النحت فيها جلياً، وكثيراً ما يعمل على نحت اللوحة، عندما يكون فيها سماكة..
يقول حلاق: نوعت في الخامات فاستخدمت خشب الزيتون والرمل والحصى، وتوصلت لتقنية مزجها، فلبتني لكنها احتاجت لجهد وتعب لتكون مرضية، وقمت بإدخال بعض التأثيرات التصويرية، ورسمت على المنحوته بالالوان..
وأطلقت عناوين على أعمالي منها: منحوتتي الأخيرة “ذكورة” التي يبلغ ارتفاعها أكثر من ٨٠سم، دمجت فيها تقنية الرمل والحصى والخشب والحامل من الحديد، ومن عناوين اللوحات: آلهة النصر، وفنجان، وجدل ،لون حياتك، غداً أجمل، ودهب أيلول، والمهرج، ومن اللوحات التي مزحت النحت بالرسم: ألم، حالات، استخدمت فيها الرسم مع النحت بطريقة النحت البارز.
وأضاف حلاق: ومن المنحوتات المعتقة التي استعملت فيها الحصى مع الرمل مع الحجر الصناعي منحوتة في القفص..
ومن أعماله الرملية: المملكة الأخيرة ولجوء إنساني، ومن الأعمال الخشبية: حلم، شجرة، تفاح وآثر، حريق في المدينة الذي أعتز به، ومن الأعمال النحتية: لن ننكسر، استعملت تقنية الألوان الزيتية والفحم بالإضافة إلى النحت والتعتيق، التي استوحيتها من الواقع الإنساني المعاش والعالمي الذي نعيشه – نحن السوريين – في الخارج..
واخيراً: نلمس معالم زوَّجته الرسامة نسرين خنورة في أغلب لوحاته الأنثوية ما يدل على عمق العلاقة..
فتميزت اللوحات بوجود العنصر الأنثوي بعكس المنحوتات التي ظهر الرجل في أغلبها بخلاف لوحة جدل التي رسم فيها زوجته في مواجهته مجسداً وقوف الرجل في وجه المرأة والمزايا التي يميزها عنه في مجتمع شرقي مجحف في مكان ما بحق المرأة…
وعن مشاركتها قالت الفنانة التشكيلية إيمان الحسن: شاركت ب٢٠ لوحة فنية وهي فرصة لانطلاق تجربتي الجديدة التي أعمل عليها وهي توظيف الكولاج في العمل الفني، ومن مشاركتي لوحة أحلام مسروقة ولوحة تجلي التي ترمز لفقدان الاحساس بالمكان وعلاقة الشخص بالخالق وأدخلت مجموعة أوراق توحي بالأمل والتفاؤل ولوحة أخرى بعنوان بقايا حزن ولوحة انتظار وبداية النهاية جسدت فيها شخصية بعدة حالات وهي تنتظر الربيع.
وتميزت لوحات الحسن بحضور المرأة لأنها أصل المجتمع ومربية الأجيال، تناولت الطفل الموجود داخل كل أنثى، وجسدت في إحدى لوحاتها مرأة عارية كتعبير عن ولادة جديدة، وخلق جديد، وفي لوحة أخرى كان للحصان وجود كرمز على التمرد والحرية
استعملت الحسن في عملها الألوان الزيتية والاكرليك والكولاج ومعاجين مختلفة، وحملت لوحات الحسن حزناً شفيفاً فيه الشوق والحنين والانتظار.
وعلى هامش المعرض التقينا مع المهندسة الفنانة سهر ونوس صاحبة الغلوري قالت: تضمن المعرض دراسات وتعابير مختلفة فيها التجريدية التعبيرية وأساليب جديدة في الساحة الفنية، وكعادة جمهور حمص ذواق وقد كان الإقبال مميزاً.
ونقوم في الغلوري بنشاطات مختلفة منها فنية وثقافية منها المعارض والفعاليات الثقافية والفنية وحفلات موسيقية وغنائية وورش رسم.