الثورة – علاء الدين محمد:
الجمهور اليوم لايحتاج إلى شخص جيد، لطالما نحن في عصر الانترنت، فهناك الجيد جداً والممتاز أيضاً، لكن نحن نحتاج إلى شخص متميز تماماً، لديه قدرة عالية على التاثير في الرأي العام، أي ما يسمى اليوم في الإعلام المؤثرون الذين لهم دور كبير في صناعة الرأي والتأثير على الجمهور، ويكون لهم كاريزما وبصمة لايمكن تجاوزها.
على هامش ورشة العمل التي أقيمت في المركز الثقافي العربي بالمزه تحت عنوان (الكاريزما والحضور الإعلامي ) تحت إشراف الدكتور أحمد علي الشعراوي كلية الإعلام جامعة دمشق، كانت لنا معه هذه الوقفة..
– ما هي متطلبات الظهور الإعلامي الإيجابي..؟
من أهم المتطلبات، خامة الصوت المناسبة فالمذيع يتطلب ٣٨ بالمئة من شخصيته تكون بالصوت.. ولايمكن لأي مذيع أن يكون مؤثراً بلا صوت، بالتالي من يعد التقرير يجب أن يكون نفسه الذي يقرأه، حتى لايظهر بروحين ويكون مؤثراً.
أي خامة الصوت يجب أن تكون جيدة وليس بالضرورة أن يكون مرتفعاً أو حاداً أو جميلاً، بل أن يكون مدرباً وممرناً وذلك بالممارسة العملية.
بالمجمل يجب على أي شخص الاهتمام بالصوت الجيد المسموع الواضح القادر على إيصال الفكرة المطلوبة للجمهور، ولكن الإعلامي بشكل خاص يجب أن يكون مستعداً للظهور في أي لحظة.
النقطة الثانية للظهور الإيجابي هي القدرة والرغبة، أي موضوع الكاريزما هو أن يكون لديك القدرة لمواجهة نفسك أولاً (الثقة بالنفس ) وهنا يجب التفريق بين الخجل الموجود بشكل طبيعي للذكور والإناث وضعف الشخصية الذي نتخلص منه بالتدريب المستمر الجيد.
النقطة الثالثة هي الإحساس بما تقول فإذا لم أحس بالموضوع الذي أتحدث به لا أستطيع نقله للجمهور.
رابعاً الثقة بالنفس مع تجنب الغرور، وهي سهلة للإنسان الذكي وصعبة على الأغبياء لأن الغرور مقتل الظهور، لايمكن لشخص مغرور أن يكون مؤثراً فهو مرض نفسي والتواضع سمة العلماء، أما الثقة بالنفس شيء مختلف يجب العمل عليها.
خامساً الشجاعة والتحكم بالخوف، كيف أمتلك الشجاعة بحل وحيد وهو التدريب الجيد وامتلاك الأدوات مثل العقل (عقل منير لا جسم يثير) ثم الصوت والمعرفة والتجربة والثقافة كلها تأتي عن طريق التدريب أي تراكم القدرات والمعرفة والإمكانيات.
سادساً المظهر الخارجي مهم لكن ليس كل شيء وكما يقال لكل مقام مقال أي الظهور بالمظهر المناسب واللائق للبرنامج المطلوب أو الموضوع المطروح، أو المكان وذلك بالعقل (يقول أرسطو تكلم لأراك ).
– ماذا عن لغة الجسد، وما أهميتها في الحضور الإعلامي..؟
مهمة جداً جداً فلغة الجسد من الأهمية بمكان للظهور المؤثر فهي تحتل ٥٥ بالمئة منها، وهناك أربعة أشياء مهمة بلغة الجسد وهي تعبيرات الوجه وحركة اليدين ونبرة الصوت وطريقة الوقوف أو الجلوس (القدمين) وتعبيرات الوجه لوحدها تحتل ٨٠ بالمئة من لغة الجسد ومركز تعبيرات الوجه هي العيون (فالعين مرآة الروح ) لأن العين لايمكن أن تكذب.
– ماهي عناصر الإبداع في الظهور الإعلامي..؟
أولاً الراحة النفسية والجسدية فهناك ٣ أشياء مرتبطة لاتنفصل وهي الصحة البيولوجية (اللياقة والخلو من الأمراض)، وهذه تنمي الصحة بالرياضة، والصحة السيسيولوجية، أي أن أكون عنصراً فاعلاً في المجتمع غير منغلق. والصحة السيكيولوجية لا غرور ولا عقد ولا تضخم بالأنا.
إذاً للظهور المهم يجب أن يكون الشخص المعني مرتاحاً نفسياً وجسدياً لأن
الراحة النفسية ضرورية لأفضل ظهور إيجابي لناحية البرمجة العصبية التي تركز على ضرورة فصل المشاكل الشخصية عن الظهور..
ثانياً النطق الصحيح والسليم (جودة النطق) لايمكن وجود لفظ سيء وظهور جيد وذلك بالاهتمام بمخارج الحروف واللغة الجيدة.
ثالثاً استخدام السرعة المناسبة أثناء الحديث لأن البطء الشديد يقتل النص، والسرعة الشديدة تعدم الفهم، بالإضافة إلى الثبات الانفعالي من أهم متطلبات الظهور الإيجابي أيضاً.
– هل من نصائح تقدمها لخدمة الظهور الإيجابي..؟
في ورشة العمل سنجري تدريبات عملية للنطق السليم والآلية السليمة للنطق الجيد وبعض النصائح منها ترطيب الحنجرة بماء طبيعي بحرارة مناسبة لا كحول ولامنبهات ولا تدخين.. عدم رفع الصوت بشكل كبير (الصراخ ) عدم الإكثار من الكلام.. الصينيون يقولون (الحكيم من لا يتكلم ) إلا عندما يطلب منك الكلام، أو عندما يأتي دورك.