بناء السلام في حمص.. مشروع يرسّخ التماسك المجتمعي

الثورة – ميساء العجي:

في مدينة حمص، التي عرفت على مر السنين التحديات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة نتيجة سنوات النزاع، يبرز مشروع سوري مدني يهدف إلى ترسيخ ثقافة السلام وتعزيز التماسك المجتمعي. المشروع الذي يموله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، يشكّل نموذجًا مميزًا لإعادة بناء الثقة بين مختلف الأطياف المجتمعية عبر مبادرات حيوية ومبتكرة.

ملاك الديب منسقة المشروع، مسؤولة عن الإشراف العام وتوجيه المبادرات. أوضحت أن تأسيس المشروع انطلق عقب تحرير المدينة، حين لاحظ الممول جهود الأفراد السوريين في تعزيز السلام والمبادرات المدنية، وقرر دعم المشروع ماليًا لضمان استمراريته. يقوده فريق من النشطاء المدنيين الذين يمتلكون خبرة واسعة في مجالات الإغاثة والتنمية وتمكين الشباب والنساء، ومنهم عبدالله الجدعان، مسؤول بناء القدرات، يقود التدريبات والجلسات المجتمعية,وطلال ماهر، المسؤول الإداري والمالي، يتابع التمويل وضمان استدامة المشروع.

أهداف المشروع

توضح الديب أن المشروع يهدف إلى بناء السلام وتعزيز التماسك المجتمعي في حمص، من خلال ترسيخ ثقافة تقبّل الآخر وتعزيز التعاون والاحترام المتبادل.و يسعى إلى خلق بيئة حوارية مستدامة، تدعم المصالحة وتعزز الروابط الاجتماعية بين مختلف الفئات، كما يعمل على الحدّ من التوترات وتعزيز السلم الأهلي.

وحول الفئات المستهدفة تقول: إن المشروع يركز على مجموعة متنوعة من المجتمع، تشمل أشخاصاً لديهم تجارب مجتمعية رائدة من مناطق مختلفة. ممن لم يسبق لهم المشاركة في جلسات أو فعاليات مجتمعية سابقة. كذلك أهالي المخطوفين الناجين من الاعتقال، وذوي الشهداء من جميع الأطراف،العائدين من النزوح الداخلي أو اللاجئين. إضافة للمتضررون اقتصاديًا وتجاريًا.

وتشير مسؤولة المشروع أن الخدمات والمبادرات في المشروع تنقسم إلى أربع مراحل رئيسية: تبدأ بجلسات الحوار المجتمعي، لمناقشة الواقع الاجتماعي والاقتصادي والمؤسساتي في المدينة لتعزيز التفاهم.

وتدريبات بناء القدرات و تشمل، المواطنة والمشاركة المجتمعية، الإدارة المحلية، ورسم خرائط الموارد والحلول المجتمعية. بالإضافة إلى جلسات نقاش معمقة مع خبراء واختصاصيين لمناقشة القضايا الاجتماعية والاقتصادية وتقديم حلول عمليّة.

وتصميم وتمويل المبادرات المجتمعية بهدف دعم ست مبادرات محلية تستجيب للاحتياجات الفعلية للمجتمع وتساهم في تعزيز التعاون والسلام الأهلي.

أثر المشروع على المجتمع

الديب أكدت أنه من خلال هذه الأنشطة، يتيح المشروع للمشاركين فرصة التعبير عن آرائهم،و تطوير مهاراتهم، والمساهمة في صنع القرار المحلي. كما يعزز من قدرة المجتمع على التعامل مع التحديات بشكل جماعي، ويعيد بناء الثقة بين مختلف المكونات. فمشروع بناء السلام في حمص يثبت أن العمل المدني السوري قادر على إحداث تغيير حقيقي ومستدام، من خلال تعزيز التماسك الاجتماعي وإطلاق المبادرات التي تلامس احتياجات الناس مباشرة. بفضل جهود فريق المشروع وتمويل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أصبح للمجتمع مساحة آمنة للحوار والمشاركة، لتصبح المدينة أكثر قربًا من السلام والاستقرار، ولتؤكد أن المبادرات المحلية الفاعلة هي حجر الأساس لمستقبل أفضل.

آخر الأخبار
"بوابة العمل" تصنع الفرص وتستثمر بالكفاءات المعرض الدولي لإعادة الإعمار فرصة جديدة للبناء في سوريا "المركزي": تفعيل التحويلات المباشرة مع السعودية يدعم الاقتصاد لجنة "سلامة الغذاء" تبدأ جولاتها على المعامل الغذائية في حلب "إعمار سوريا": نافذة الأمل للمستثمرين.. وقوانين قديمة تعوق المسيرة محافظ حلب يفتتح ثلاث مدارس جديدة في ريف المحافظة الجنوبي تعاون بين "صناعة دمشق" ومنظمة إيطالية لدعم التدريب وتأهيل الشباب الرئيس الشرع يبحث مع الأمير بن سلمان التعاون الثنائي آلية جديدة لخفض تكاليف إنتاج بيض المائدة في دمشق وريفها  سوريا تعلن اعترافها الرسمي بجمهورية كوسوفو دولة مستقلة وذات سيادة  الرئيس الشرع خلال جلسة حوارية في الرياض: السعودية تشكل أهمية كبرى للمنطقة وسوريا ركيزة أساسية لاستقر... 2500 فرصة عمل في ملتقى بوابة العمل الرابع بدمشق "الرياض 2025".. ضوء أخضر لجذب الاستثمارات العالمية إلى سوريا الشرع يلتقي السواحة وأبو نيان والجاسر في الرياض خبير نفطي يقترح خطوات إنقاذية لقطاع النفط المتهالك الوفد السوري يشارك في لقاء النخب الاقتصادية بالرياض عاصم أبو حجيلة: زيارة الشرع للرياض تعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة دمشق الذكية.. من ماروتا وباسيليا إلى مدينتين خضراوين "تقانة المعلومات": خطوات ثابتة نحو أمن رقمي متكامل مشاركة سوريا في "مبادرة الاستثمار" رسالة اطمئنان للمستثمرين