الثورة- لينا إسماعيل:
في إطار سعيه لتطوير القطاع الزراعي وتعزيز الصناعات التحويلية الريفية، افتتح الاتحاد العام للفلاحين تعاونية إنتاجية لزيت الزيتون في مدينة قطنا بمحافظة ريف دمشق، لتكون تجربة نموذجية في دعم سلاسل القيمة الزراعية، وتحقيق التكامل بين الاتحاد والمنظمات الأهلية والقطاع الخاص في خدمة المزارع والاقتصاد الوطني.
وأكد مدير العلاقات العامة في الاتحاد العام للفلاحين المهندس بسام الحسين في تصريح ل “الثورة” قائلاً:إن هذا المشروع يمثل خطوة عملية في تطبيق رؤية الاتحاد نحو دعم التعاونيات الإنتاجية كأداة فاعلة للنهوض بالقطاع الزراعي.
وأضاف :نهدف من خلال هذه التعاونية إلى رفع القيمة المضافة لمنتج الزيتون السوري، والانتقال من مرحلة الإنتاج الخام إلى مرحلة التصنيع والتعبئة والتسويق ضمن سلاسل قيمة متكاملة، تحقق مردوداً أفضل للفلاح وتحسن جودة المنتج الوطني.”
نموذج ناجح للشراكة
وبيّن الحسين أن المشروع أُقيم بالتعاون بين الاتحاد العام للفلاحين وأحد المستثمرين من القطاع الخاص الذي بادر إلى تحديث المعصرة بالكامل بآلات حديثة عالية الكفاءة، بينما تقوم منظمة التنمية السورية بتزويد المشروع بخط فلترة وتعبئة متكامل قريباً.
وأشار إلى أن هذا النموذج يجسد شراكة وطنية مسؤولة بين مختلف الأطراف، هدفها دعم المزارعين وتمكينهم من تسويق منتجاتهم وفق أعلى المعايير.
وأوضح الحسين أن التعاونيات الإنتاجية تمثّل العمود الفقري للعدالة الاقتصادية في الريف، إذ تتيح للمزارعين العمل الجماعي ضمن إطار تنظيمي منظم، يسهّل حصولهم على مدخلات إنتاج مشتركة، ويخفض التكاليف، ويمنحهم قوة تفاوضية في الأسواق.
كما تساعد التعاونيات على مواجهة تحديات التمويل والتسويق والتغير المناخي من خلال العمل التشاركي المبني على الكفاءة والخبرة.
قطنا أولى الحلقات
وأكد الحسين أن الاتحاد يسعى لأن تكون كلّ تعاونية إنتاجية حلقة ضمن سلسلة متكاملة تبدأ من الأرض وتنتهي بالمنتج المعبأ القابل للتصدير.
وتعتبر تعاونية قطنا نواة هذه السلسلة بالنسبة لزيت الزيتون السوري، من الزراعة إلى العصر إلى التعبئة والتسويق.
“وأشار إلى أن المعصرة ستبدأ قريباً عمليات الفلترة والتعبئة بعد استلام خطّ الإنتاج الجديد المقدّم من منظمة التنمية السورية، وفق دليل تشغيل المعاصر الصادر عن مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، وبمواصفات فنية عالية تضمن جودة الزيت السوري وتميزه في الأسواق.
تعاونيات متنامية
وحول حضور التعاونيات الإنتاجية في مختلف المحافظات السورية أوضح المهندس الحسين أنه حتى تاريخه أشهر الاتحاد 43 تعاونية إنتاجية متنوعة جغرافياً بحسب المحاصيل وأولويات المناطق، حيث تضمّ كلّ تعاونية خمسة مزارعين على الأقل يعملون ضمن منظومة إنتاج وتسويق متكاملة.
ويؤكد الاتحاد أن هذه الخطوات تأتي ضمن رؤية وطنية شاملة لدعم التنمية الريفية المستدامة وتحسين مستوى معيشة الفلاحين.
بدوره أوضح حسين قبلان رئيس رابطة فلاحي قطنا ل “الثورة ” أن هذا المشروع نوعي يعزز مكانة زيت الزيتون السوري، و يأتي كترجمة فعّلية لتوجهات الاتحاد العام للفلاحين في دعم العمل التعاوني الزراعي.
وأضاف أن تعاونية زيت الزيتون في قطنا تمثل خطوة نوعية ستنعكس إيجاباً على المزارعين في المنطقة، من خلال إدخال التكنولوجيا الحديثة في عمليات العصر والتعبئة، ما يرفع جودة المنتج السوري ليكون قادراً على المنافسة في الأسواق العالمية.
وقال : نتطلع لأن تكون قطنا مركزاً لتعاونيات نوعية تعزز مكانة الزيت السوري كمصدر فخر وطني.
مشيراً إلى أن في تعاونية قطنا وحدها أكثر من 200 مزارع يعمل في زراعة الزيتون، وأن الاتحاد يعمل حالياً على تدريب المزارعين وتطوير خبراتهم بما يتناسب مع المعايير الحديثة في التصنيع الزراعي.
وأكد أن ثقة المواطنين بمنتجات الاتحاد العام للفلاحين هي الحافز الأكبر للاستمرار في هذا النهج، مبرزاً أن هذه الخطوات تأتي ضمن رؤية وطنية شاملة للاتحاد العام للفلاحين لدعم التنمية الريفية المستدامة وتحسين مستوى معيشة الفلاحين.
بالمحصلة تمّ التأكيد على أن الاتحاد العام للفلاحين سيبقى مظلة لكلّ مبادرة إنتاجية تسهم في تحسين دخل الفلاح وتعزيز الأمن الغذائي الوطني، والترحيب بكلّ شراكة صادقة من القطاعين العام والخاص والمنظمات التنموية الراغبة بالعمل الميداني الحقيقي.