الثورة – جهاد اصطيف:
أعلنت المدينة الصناعية في الشيخ نجار، اليوم، عن انطلاق المرحلة الثانية من المزادات العلنية على المقاسم الصناعية، وذلك بعد نجاح مرحلة الاكتتاب التي شهدت إقبالاً واسعاً من المستثمرين والصناعيين الراغبين في توسيع نشاطهم الإنتاجي داخل المدينة.
إعلان المدينة يأتي في إطار الجهود المستمرة لإعادة تنشيط القطاع الصناعي في مدينة حلب، ودعم عجلة الإنتاج الوطني.
وتمثل هذه الخطوة، بحسب إدارة المدينة، مرحلة مفصلية في عملية توزيع المقاسم الصناعية، وركيزة أساسية ضمن خطّة تطوير المدينة الصناعية، التي تهدف إلى تأمين بيئة استثمارية عادلة وشفافة، تشجع الصناعيين على العودة إلى حلب وإعادة بناء قطاعها الصناعي، الذي يعد أحد أبرزأعمدة الاقتصاد السوري.
تكافؤ الفرص
معاون المدير العام في المدينة الصناعية بالشيخ نجار يوسف فتوح، أكد في تصريح إعلامي، أن المرحلة الثانية من المزادات، تشكّل خطوة إضافية لترسيخ مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص بين المتقدّمين، مشيراً إلى أن إدارة المدينة حرصت على أن تتم العملية بأسلوب منظم وواضح، يضمن العدالة لجميع الصناعيين.
وأوضح فتوح أن الإقبال الكبير الذي شهدته مرحلة الاكتتاب يعكس الثقة المتزايدة من قبل المستثمرين في بيئة العمل بالمدينة الصناعية، مبيناً أن المزادات الحالية تأتي استكمالاً لخطوات استراتيجية، تهدف إلى توفير المقاسم للمستثمرين الجادين، وفق أسس مدروسة ومعايير دقيقة تضمن الاستخدام الأمثل للأراضي الصناعية.
وأشار إلى أن المدينة الصناعية تواصل العمل على توسيع خدماتها وتطوير بنيتها التحتية لتلبية احتياجات الصناعيين، بما في ذلك تحسين شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، وتأهيل الطرق والمرافق الخدمية داخل المدينة، في إطار خطّة متكاملة لتوفير بيئة إنتاجية متطورة وآمنة.
تبسيط الإجراءات
من جانبه، أوضح رئيس دائرة النافذة الواحدة في المدينة الصناعية بشار فتال، أن إدارة المدينة باشرت فور انتهاء الاكتتاب بإجراءات المزادات على المقاسم، مبيناً أن العملية تجري بشكل ميسر وواضح، مع اعتماد آليات إلكترونية وإدارية حديثة لتبسيط الإجراءات وتسهيل المشاركة أمام جميع الصناعيين.
وأشار فتال إلى أن المرحلة الثانية من المزادات، تأتي ضمن رؤية متكاملة لتفعيل الاستثمار الصناعي المحلي، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في إعادة بناء القاعدة الإنتاجية في حلب، التي بدأت تستعيد تدريجياً مكانتها كأحد أبرز المراكز الصناعية في المنطقة.
وبحسب إدارة المدينة الصناعية، فقد شهدت الفترة الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الطلبات المقدّمة من المستثمرين، سواء من داخل سورية أو من المغتربين الراغبين في إعادة استثمار رؤوس أموالهم في المشاريع الصناعية، الأمرالذي يعكس تحسن المناخ الاستثماري واستقرار الأوضاع الإنتاجية في حلب.
كما تعمل الإدارة على تقديم حزمة من التسهيلات الإدارية والمالية، بما في ذلك تبسيط إجراءات الترخيص، وتخفيض بعض الرسوم، وتوفير خدمات النافذة الواحدة التي تختصر الوقت والجهد على المستثمرين، بهدف تهيئة بيئة محفزة للإنتاج الصناعي.
ركيزة للنهوض الاقتصادي
تعد المدينة الصناعية في الشيخ نجار من أكبر المدن الصناعية في سوريا، حيث تمتد على مساحة تتجاوز 4400 هكتار، وتضم آلاف المقاسم والمنشآت الصناعية العاملة في مختلف القطاعات، من النسيج والغذاء والكيمياء إلى الهندسة والدواء.
ومنذ إعادة تأهيلها بعد الأضرار التي لحقت بها خلال سنوات الحرب، شهدت المدينة عودة تدريجية للمنشآت الصناعية واستقطاب استثمارات جديدة، ما أسهم في إحياء الدورة الإنتاجية، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لآلاف العمال والفنيين.
وتأتي المرحلة الثانية من المزادات في الشيخ نجار كجزء من رؤية تنموية شاملة، تهدف إلى تحويل المدينة الصناعية إلى مركز جذب استثماري متطور، يدعم عملية التعافي الاقتصادي في سوريا، ويعزز من دور حلب التاريخي كمحور صناعي رئيسي في المنطقة.
وبينما تواصل إدارة المدينة خطواتها التنظيمية والتطويرية، يعول الصناعيون على هذه الإجراءات الجديدة كمؤشر إيجابي على مرحلة قادمة من النمو الصناعي المستدام، تعيد لحلب مكانتها الرائدة في الصناعة والإنتاج.