من الرياض هنا دمشق ..سوريا ترسّخ حضورها ودورها وعودتها

الثورة – فؤاد الوادي:
أكد الباحث السياسي فراس حميدو، أن مشاركة سوريا في أعمال النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي يُعقد تحت شعار “مفتاح الازدهار” في المملكة العربية السعودية، هو محطة مفصلية في تاريخ الدولة السورية الجديدة، كونه سيؤسس لمرحلة جديدة من دعم الاقتصاد السوري بشكل كبير جداً يتجاوز حدود التوقعات.

دعم الشعب السوري

وقال حميدو، في حديث لصحيفة الثورة، إن زخم الاهتمام بالوفد السوري الذي يرأسه السيد الرئيس أحمد الشرع، وما رافق ذلك من اجتماعات مكثفة للوفد السوري و للرئيس الشرع مع مسؤولين سعوديين ومستثمرين عرب وأجانب، يعكس الرغبة الكبيرة للمملكة العربية السعودية تحديداً، بدعم ومساعدة الشعب السوري في النهوض والتنمية، بعد سنوات من الدمار والخراب الاقتصادي والسياسي الذي أنتجه طغيان واستبداد النظام المخلوع.

وأوضح الباحث السياسي أن اجتماع الرئيس أحمد الشرع مع وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح، لبحث آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري بين سوريا والسعودية، وسبل تعزيز الشراكات في مجالات الاستثمار والتنمية وإعادة الإعمار، لا يؤكد ويعكس متانة العلاقة السورية السعودية فحسب، بل يتجاوز ذلك ليعكس الاستراتيجية السعودية المتمثلة بدعم دعم مسار التعافي الاقتصادي في سوريا بما يحاكي الدور السعودي الأخوي في مساعدة الشعب السوري.

وختم حميدو حديثه بالقول، إن مشاركة سوريا بهذا المؤتمر تعد إنجازاً جديداً للدولة السورية الجديدة، كونها تضاف إلى سلسلة إنجازاتها الماضية، كما أنها في المحصلة ترسّخ حقيقة عودة سوريا إلى المشهد العربي والدولي كدور وحضور وتأثير، وفرصة استثمارية ضخمة لكل دول العالم.

وكان الرئيس أحمد الشرع قد وصل والوفد المرافق له أمس إلى الرياض، في زيارة عمل يلتقي خلالها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، ويشارك في أعمال النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي يُعقد تحت شعار “مفتاح الازدهار” في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات.

لقاءات مكثفة

والتقى الرئيس الشرع وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، إضافة إلى المستشار في الديوان الملكي محمد العيسى، والمستشار زاهر حمد الراوي، ووزير الاستثمار خالد الفالح.

وعلى الصعيد الاقتصادي، عقد الرئيس الشرع اجتماع طاولة مستديرة مع مجموعة من المستثمرين الدوليين وممثلي كبرى الشركات السعودية، تناولت فرص التعاون والاستثمار المشترك في قطاعات متعددة. ويشهد المؤتمر الذي انطلقت جلساته المفتوحة أمس الأول ويستمر حتى يوم غد، مشاركة واسعة من قادة أكثر من 20 دولة، من بينهم رؤساء سوريا والعراق وباكستان وموريتانيا وبنغلاديش وكوبا وملك الأردن، إلى جانب نائب الرئيس الصيني، ونحو 8000 مشارك، بينهم 40 وزيراً و600 متحدث يمثلون حكومات وشركات كبرى وصناديق استثمارية عالمية. وفي إطار أعمال المؤتمر، انعقد أمس اجتماع الطاولة المستديرة السوري السعودي، بمشاركة وفد اقتصادي سوري رفيع المستوى، ضمّ وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور نضال الشعار، ووزير المالية محمد يسر برنية، ووزير الطاقة المهندس محمد البشير، ووزير الاتصالات وتقانة المعلومات المهندس عبد السلام هيكل، ومدير هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي، وبمشاركة ممثلي القطاع الحكومي والخاص من البلدين، حيث جرى بحث فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري وتعزيز الشراكات الثنائية.

تعزيز جهود التنمية

كما شارك الوزراء، في لقاء النخب السورية في العاصمة السعودية الرياض، وذلك في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي بين سوريا والمملكة العربية السعودية ودعم جهود التنمية وإعادة الإعمار.

وتناول اللقاء، سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وآفاق الاستثمار المشترك في مختلف القطاعات الصناعية والتجارية والخدمية، واستعراض الفرص المتاحة لدعم التنمية الاقتصادية وإعادة الإعمار في سوريا.

وتعكس اللقاءات السورية اهتماماً متزايداً من قبل الشركات الدولية بالفرص المتاحة في سوريا الجديدة، وثقة بالإصلاحات الاقتصادية الجارية والبيئة الاستثمارية التي تعمل الحكومة على تطويرها، كما تمثل المشاركة السورية محطة مفصلية في مسار الانفتاح الاقتصادي وإعادة دمج البلاد في النظام الاقتصادي العالمي، إذ تأتي المشاركة في ظل تقديرات البنك الدولي التي تشير إلى أن تكلفة إعادة الإعمار في سوريا قد تصل إلى 216 مليار دولار، ما يجعلها محط أنظار صناديق الاستثمار العالمية والمستثمرين الاستراتيجيين.

وفي نسخة عام 2024 وحدها، بلغت قيمة الاتفاقيات أكثر من 60 مليار دولار، ويتوقع المنظمون أن تتجاوز النسخة الحالية هذا الرقم، مع تزايد عدد المشاركين من كبرى المؤسسات المالية العالمية، ويُسلّط الضوء هذا العام على قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، الذي وصفه أتياس بأنه “القوة الصاعدة في المبادرة”، بعد أن كان قطاع المال يهيمن على نحو 70% من فعاليات الدورات السابقة.

منصة عالمية

ومع انطلاق النسخة التاسعة، شهدت المبادرة تطوراً كبيراً على مدى السنوات الثمانية الماضية وتحولت من مجرد مؤتمر سنوي إلى منصة عالمية لدفع الاستثمارات في الابتكار والاستدامة والتنويع الاقتصادي.

وفي هذا السياق، أكد الرئيس التنفيذي للمبادرة ريتشارد أتياس أن دورة هذا العام التي تُعقد تحت شعار “مفتاح الازدهار”، ستكون استثنائية من حيث الحضور، إذ يشارك فيها قادة أكثر من 20 دولة، من بينهم رؤساء سوريا والأردن والعراق وباكستان وموريتانيا وبنغلاديش وكوبا، إلى جانب نائب الرئيس الصيني، كما يُتوقع أن تستقطب المبادرة نحو 8000 مشارك، بينهم 40 وزيراً و600 متحدث يمثلون حكومات وشركات كبرى وصناديق استثمارية عالمية.

وقال أتياس: “سنشهد نهضة سوريا، والسعودية ستلعب دوراً محورياً في هذا التحول”، مشيراً إلى أن المبادرة باتت منصة للمستثمرين الباحثين عن شراكات حقيقية وفرص ذات أثر ملموس، بعيداً عن الاكتفاء بتوقيع مذكرات التفاهم.

وتُعد هذه المشاركة الأولى لسوريا في هذا الحدث العالمي، الذي يُصنّف كأحد أبرز المنصات الدولية للابتكار والاستثمار والتعاون متعدد الأطراف، وتأتي في وقت يسعى فيه الاقتصاد السوري إلى التعافي من آثار الحرب والعقوبات، وسط حاجة ملحة إلى فرص استثمارية جديدة تعزز النمو وتوفر فرص عمل، ما يجعل من هذه المشاركة إعلاناً رسمياً عن انخراط سوريا في النهضة الاقتصادية الإقليمية.

آخر الأخبار
"تقانة المعلومات": خطوات ثابتة نحو أمن رقمي متكامل مشاركة سوريا في "مبادرة الاستثمار" رسالة اطمئنان للمستثمرين إطلاق مشروع الإشارات المرورية الذكية ضمن حملة "لعيونك يا حلب" تنظيم الساحات في دمشق.. خطوة نحو استعادة رونق العاصمة افتتاح دائرة النقل في جامعة حلب بعد إعادة تأهيلها زراعة الفطر في جبلة فرصة بديلة عن المحاصيل التقليدية شراكة سعودية - سورية تقود التحول الرقمي التعليم في عندان .. الطلاب بالآلاف والكتب بالعشرات ومعلمون لا يكفون ! المليحة وشبعا بين الخصب ومكبات القمامة.. ومدير نظافة دمشق لا يجيب! "العربية أبوظبي" تبدأ رحلاتها المباشرة إلى دمشق سوريا في "FII9 ".. مشاركة في صياغة المستقبل لا الاكتفاء بمتابعته من بعيد منظومة طاقة شمسية لمشروع المجمع الحكومي الجديد بدرعا الشرع يبحث مع عدد من رؤساء البنوك والشركات السعودية التعاون المشترك جنرال أميركي: الرئيس الشرع رجل دولة وسوريا تستحق أن تمنح فرصة مشاركة الشرع في "مستقبل الاستثمار" نافذة استراتيجية نحو إعادة بناء سوريا تنظيم أم .. الجدل يحتدم حول منع البسطات في جرمانا! خطوة جديدة لتعزيز الشفافية وجذب الاستثمارات الصناعية بالشيخ نجار من الرياض هنا دمشق ..سوريا ترسّخ حضورها ودورها وعودتها دعم الزراعة التصديرية على طاولة تجارة ريف دمشق نقاشات لوضع اشتراطات خاصّة بتوظيف البيوت الدمشقية كمبانٍ سياحية مستدامة