الثورة – رانيا حكمت صقر:
مسيرة ميس نزار عثمان، التي امتزجت فيها الموهبة الفنية مع الطموح المهني، تقدم نموذجاً ملهماً ومثالاً رائعاً على الجمع بين الشغف والعمل. فمن اللّاذقية، بدأت عثمان رحلتها لتبرز في عالم الفن، محولة موهبتها إلى مصدر دخل وتأثير، وذلك في فترة كان العالم يمر بظرف استثنائي، ألا وهو الحجر الصحي.
إن قصة ميس تعطي درساً قيماً في قوة التعلم الذاتي والمثابرة. بأدوات بسيطة كالكرتون، الورق الأسود، وأقلام هاي لايت، برعت ميس في الرسم، وبالأخص في رسم الماندالا والخط العربي، حقلاً تقدمت فيه حتى أنجزت نحو ٩٠٠ لوحة.
هذا المنجز يثبت أن بإمكان الفنان، بالشغف والالتزام، تحويل مجرد هواية إلى مستقبل مهني واعد.
علاوة على ذلك، يجسد دعم العائلة والأصدقاء مع فيض الإقبال على أعمالها عبر قنوات السوشيال ميديا أهمية الشبكة الاجتماعية لأي فنان، حيث تعتبر الركيزة التي تقوم عليها ثقته بنفسه وتتأصل عبرها تلك الثقة بمرور الوقت.
لكن الطريق لم يخلُ من العوائق، فقد واجهت عثمان تحديات تمثلت في شح المواد الأولية لأعمالها.
هذه التحديات، بالرغم من صعوبتها، لم تخفف من عزيمتها بل زادتها إصراراً على الاستمرارية والإبداع.
رسالة ميس عثمان للشباب هي دعوة عامة للتفاؤل والإصرار، فهي تؤكد أن لا شيء مستحيل طالما في الإمكان العثور على شيء نحبه ونطمح في تعلمه والنجاح به.
فرحلة ميس نزار عثمان مع فن الماندالا هي أكثر من مجرد قصة فنية ناجحة؛ إنها شهادة على قوة الإرادة وأهمية الشغف والتعلم في تجاوز العقبات والوصول إلى التحقق الذاتي والمهني.