الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
تطورت البشرية عبر تاريخها وبنت الحضارات بتطور العقل البشري لا بغيره من خلال تنميته بالمعاراف والأبحاث وغير ذلك، فأنتج علوماً شتى نافعة تنهض بالإنسان ومقومات الحياة السهلة المريحة أحدها وأسماها علوم الطب لصبغتها الإنسانية ومساهمتها بتحسين الحياة الصحية.
وضمن هذا السياق لفت مدير الهيئة العامة لمستشفى دمشق “المجتهد” الدكتور أحمد عباس لـ “الثورة” إلى أنه عقدت شعبة أمراض المفاصل ندوة علمية حول الأدوية البيولوجية التي أنتجها العلم ومساهمتها في تحسين حياة المرضى الذين كانوا سابقاً يعانون من أمراض مزمنة لا يشعرون فيها بالراحة مهددة حياتهم.ونوه بأن الأدوية البيولوجية التي تعطى في العيادة البيولوجية لثلاثة اختصاصات مفاصل، هضمية، جلدية هي من الأدوية باهظة الثمن تقدمها وزارة الصحة بالمجان.
المحور الأول من الندوة كان لرئيس شعبة المفاصل الدكتورة وداد عاجي وقد تناولت فيه الدواء البيولوجي ريتوكسيمباب في الداء الروماتئيدي إيجابي المصل كيف يؤثر؟ وما هو دور الخلايا البائية في الآلية الامراضية للروماتوئيد؟ مبينة أن الداء الروماتئيدي إيجابي المصل يترافق مع تفعيل ذاتي للمناعة المكتسبة المتمثلة بالخلايا التائية والبائية، والأضداد الموجودة بالمصل هي العامل الرثياني RF و ACPA وهي أضداد ذاتية ضد بروتينات Citrullinaled وجميع هذه الأضداد تنتجها خلايا B الذاكرة.
وأوضحت أن الروماتيئد إيجابي المصل يعد بأنه شديد الاتكال ويترافق مع تظاهرات خارج مفصلية للمرضى مثل الإصابة: (الصدرية، والعينية، والجلدية) وتزداد بهذا النوع الإمراضية والمواتية، وللخلايا البائية أدوار عديدة في الآلية الامراضية لـ RA، تفرز السيتوكينات وهي وسائط، تفعل الخلايا التائية بتقديم المستضد لها، ويستهدف الدواء البيولوجي ريتوكسيمباب مستقبلاتCD20 على سطح الخلية البائية ويؤدي لنضوب البائيات عن طريق تفعيل شلال المتممة والبالعات والخلايا القاتلة الطبيعية مع تحريض الموت الخلوي المبرمج.
وأشارت إلى أنه يقوم الريتوكسيمباب بإنقاص التفعيل الذاتي للخلايا التائية بالتالي ينقص إنتاج السيتوكينات ما قبل الالتهابية، والخلايا البائية هامة لتفعيل الخلايا التائية خاصة خلايا الذاكرة والتفعيل يكون مستمراً وهو مفتاح الآلية الإمراضية بالداء الروماتوئيدي، ومن هنا أهمية تأثير البيولوجي في نضوب الخلايا البائية. يكمن الدور الهام لإنقاص مستويات الأضداد التي تهاجم المفاصل، وبذلك فإن لجم هذه الآليات يؤدي لتحقيق الهدف بإيقاف المرض.
واختيار المريض الذي سيحصل على فائدة من الريتوكسيمباب (Rituximab):
المرضى الذين لديهم إيجابية العامل الرثياني و anticcp هم الأكثر فائدة من هذا الدواء، المرضى الذين لم يستجيبوا على الأدوية البيولوجية anti TNF يجب نقلهم إلى هذا الدواء دون تجربة دواء مضاد للعامل المنخر للورم anti-TNF آخر.
أما المحور الثاني “الذئبة الحمامية الجهازية” قدمها اختصاصي مفاصل ورماتيزم الدكتور عبد الله عيد النجار، وتحدث عن الذئبة الحمامية بأنها مرض مناعي ذاتي متعدد الأجهزة، الجسم يهاجم نفسه حيث يعتبره غريباً عنه.
وبين أنه يتميز المرض، بإصابة جلدية: طفح فراشة، حساسية ضيائية، تقرحات فموية، ذأب قريص، وأحياناً آفات شبيهة بالصداف، عصبياً: اختلاجات نفاسات بعد نفي الأسباب الأخرى، وإصابات مصليات: التهاب أو انصباب، احتكاكات جنب، تامور، الكلية: وهي الأهم بالإصابات، وأن عدم معالجتها بشكل سريع يؤدي إلى قصور كلوي انتهائي معتمد على الغسيل الكلوي، المفاصل: التهاب مفاصل عادة غير مخرب، الإصابات المهددة للحياة هي الكلية، الدماغ، الدم، الرئة، ومعالجتها تكون بشكل هجومي وبحسب حالة وأعراض كل مريض.
وفي المحور الثالث تحدث اختصاصي مفاصل ورماتيزم الدكتور محمد هيثم بيرقدار عنت “التهاب المفاصل الرثياني”، مبيناً أنه مرض مناعي شائع يصيب النساء أكثر من الرجال في الأعمار المتوسطة، ويتظاهر بالتهاب مفاصل عديدة خاصة مفاصل اليدين وفي حال التأخير بالتشخيص والعلاج قد يتطور إلى تشوهات مزمنة وعجز، وهناك خيارات علاجية معدلة للمرض تقليدية وفي حالة عدم الاستجابة في الحالات الشديدة هناك أدوية بيولوجية حديثة وفعالة تعطي نتائج إيجابية تعيد المريض لنشاطه وحياته الطبيعية.