الثورة _ لينا عيسى:
لم تثنِ الإصابة في أرض المعركة البطل عيسى حسن عن مواصلة حلمه، وتحقيق ذاته وتطويرها، فكان اتحاد الرياضات الخاصة هو البيت، والملاذ الآمن الذي طرق بابه، لتنفتح له أبواب لم تكن تخطر له، بعد تعرّضه للإصابة البليغة.
هو جريح الوطن عيسى حسن الذي قاتل بكلّ بسالة طغاة الأرض الذين استباحوا الأرض والعرض، وحتى الحجر لم يسلم من شرهم في سورية الحبيبة، إصابته أبعدته عنوة عن أرض المعركة التي كان يعشقها ويتحمس لخوضها، ليتحول بعدها لمعركة الحياة، في التأقلم مع الوضع الجديد، وترتيب أوراقه، للانطلاق وفق ظروف غير طبيعية، تحدى فيها جراحه وآلامه، وانتصر بإرادته القوية،وإيمانه المطلق بالقضاء والقدر، وبحبه للحياة ومحبة ودعم وتشجيع الأهل والأصدقاء، فحقق بطولة الجمهورية في ألعاب القوى عامي (٢٠١٧) و (٢٠١٨) وبطولة الجمهورية بالريشة الطائرة (٢٠١٨) وفي أول منافسة خارجية له حصل على ميدالية برونزية في المنافسات الفردية بالريشة الطائرة، في بطولة غرب آسيا (٢٠٢٢) في البحرين، وفي البطولة ذاتها حصل على الميدالية الفضية بالمنافسة الزوجية بالريشة الطائرة، وفي أول مشاركة عالمية عام (٢٠٢٣) في الصين حصل على المركز الخامس عشر على مستوى الدورة الآسيوية الرابعة، والثاني والخمسين على مستوى العالم في الريشة الطائرة، ودون شك هذا إنجاز كبير وسط لاعبين متمرسين ولديهم كلّ مقومات وأدوات النجاح والتفوق.
عمل البطل الجريح عيسى حسن على مسارين، الأول رياضي والثاني تحصيله الدراسي، حيث درس في كلية الآداب، في التعليم المفتوح، قسم الترجمة، ودرس ماجستير إدارة أعمال، ليكون قدوة ومثالاً للإرادة والعزيمة على تحدي الصعاب وتذليلها للعيش الكريم، مؤكداً أن لاشيء يقف أمام الطموح والعمل والتصميم، لرسم المستقبل الذي نريد.

السابق
التالي