قد تستمر الاضطرابات لعدة أسابيع.. خبير اقتصادي يقلل من مخاوف الانهيارات العالمية وانعكاسها على الأسواق المالية محلياً

الثورة – دمشق – رولا عيسى:

مازالت تداعيات أزمة البورصات والأسواق المالية ترخي بظلالها على مشهد الاقتصاد العالمي، وتتوجه الأنظار محلياً إلى آثار هذه الأزمة، وما يمكن أن تخلفه على الأسواق المحلية، خاصة وأنها تتزامن مع ظروف الحرب في المنطقة، وما ترتبه من خسائر على تلك الاقتصادات.
الخبير الاقتصادي الدكتور فادي عياش تحدث لصحيفة “الثورة” في قراءة اقتصادية قلل فيها من شأن المخاوف من إمكانية أن تتحول إلى أزمة اقتصادية عالمية، قائلاً: لا أتوقع ذلك، بل قد تستمر حالة الاضطراب لبضع أسابيع بانتظار مؤشر أسعار الفائدة الأمريكي الجديد المتوقع في أيلول القادم.
ورأى أن هناك ارتدادات لهذه الهزة المالية الكبيرة، قد تستمر لفترة بانتظار ردود الفعل لدى البنوك المركزية، حيث تتصف أسواق المال بصفة العالمية، وبالتالي أي أزمة في أي منها سيتولد لها صدى في كل الأسواق المالية في العالم، وتختلف درجة التأثر بحسب مستوى الانكشاف الاقتصادي ومدى الارتباط بالاقتصاد الأمريكي.
خسائر ضخمة
ويضيف الدكتور عياش في وجهة نظره قائلاً: عصفت بأسواق المال متغيرات شديدة في الأيام القليلة الماضية، أدت إلى انهيارات كبيرة في أسواق المال العالمية وكبدتها خسائر ضخمة.
وبين أن الأسهم الأمريكية خسرت ما يزيد عن 2 تريلون دولار خلال ساعات، وكذلك الأسهم اليابانية خسرت قرابة 570 مليار دولار، وتبعتها خسائر مؤلمة لحقت بالعملات المشفرة وعلى رأسها البيتكوين بقرابة 370 مليار دولار، بالإضافة إلى خسائر مماثلة في كل الأسواق المالية من التكنولوجيا إلى النفط والذهب والعملات الافتراضية، ولكن أكبر الخسائر كانت من نصيب أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى.
وكمدخل لفهم ما جرى-بحسب الدكتور عياش- لا بد من التنويه إلى أن أسواق المال العالمية تحكمها قوانين السوق وتصنف كتصنيفات الأسواق التقليدية للسلع والخدمات، فتتأثر بعوامل عديدة تؤثر على توجهات تلك الأسواق مثل العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
تحكم في الأسواق
ويؤكد الخبير الاقتصادي في حديثه ل”الثورة” أنه تحكم هذه الأسواق العديد من المؤشرات الاقتصادية والمالية، كمؤشرات الربحية والمردود، وقوى العرض والطلب، وأسعار الفائدة، ومعدلات التوظيف والبطالة، وكذلك الأجور، والتضخم، بالإضافة إلى الأحداث الجيوسياسية والأزمات والحروب، وحتى الكوارث الطبيعية، مع عامل نفسي يؤثر على المستثمرين في هذه الأسواق وهو يؤثر بشدة على اللاعبين الصغار فيها، وغالباً ما يتصرف هؤلاء وفق قاعدة (سلوك القطيع).
وأما تفسيره لما تبع الأزمة من حالة خوف سادت لأسبوع تقريباً بين أنه تظهر أشد التأثيرات عند حالات الخوف والهلع، باعتبارها تصيب المستثمرين عند ارتفاع المخاطر أو التوقع بارتفاعها، فأسواق المال تحكمها قواعد التوقعات والاحتمالات الناتجة عن تحليل التقارير والمؤشرات المختلفة حول الاقتصاد العالمي، وأهم مصادره البنوك المركزية ولا سيما الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وكان له دور رئيس في الأزمة المالية الكبيرة الحالية العاصفة، والخسائر ضخمة في أسواق المال العالمية.
وتابع الدكتور عياش أنه حافظ الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة مع توقع بثباتها لأسابيع قادمة، وكذلك مؤشر الأجور تراجع بمعدل 3.6 %، ومؤشر الوظائف متراجع، أما مؤشر البطالة ارتفع بمعدل 4.3% مقابل 4.1% متوقعة، وبالتالي مجمل هذه المؤشرات تشير إلى بداية حالة الركود في الاقتصاد الأمريكي، وهذا أكثر ما يخشاه المستثمرون في الأسواق المالية، لأنه سيؤثر على حجم الطلب وتباطؤه، وهنا تزداد المخاوف بتراجع الأسعار و تزداد مخاطر الخسائر.
موجات متواترة من بيع الأسهم
ويرى الخبير الاقتصادي أن جملة العوامل المذكورة تؤدي إلى حدوث موجات متواترة وكبيرة من بيع الأسهم، ولا سيما بعد أن يبدأ كبار حملة الأسهم والمستثمرين في بيع حصص كبيرة من أسهمهم، وهنا تبدأ قاعدة (سلوك القطيع)، لافتاً إلى أنه زاد من المخاوف قيام المركزي الياباني برفع أسعار الفائدة بأكثر من المتوقع عند 25 نقطة أساس، إضافة إلى الحرب في أوكرانيا والتوترات الخطيرة الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

وهنا يطرح سؤالاً، كيف بدأ تسونامي الأسواق المالية الحالي؟!.
ليقول الخبير الاقتصادي: في الواقع تراقب الأسواق سلوك الكبار فيها، فأكثر المتأثرين كانت أسواق أسهم التكنولوجيا، فهذه الأسواق تهيمن عليها شركات التكنولوجيا السبع الكبرى، وقد تضخمت هذه الشركات وتعملقت ما مكنها من تطبيق حالة أسواق احتكار القلة، وهذا ما منحها القدرة الكبيرة على التحكم بالسوق‘ ولكن ذلك يزيد من مفهوم (خطر التركيز).

ويسرد الدكتور عياش أنه بدأت الموجة الرئيسة من اتجاه كبار المساهمين في شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى إلى عمليات البيع الكبيرة نتيجة المخاوف المتعاظمة من تراجع الأرباح بسبب توقع حالة الركود وفق المؤشرات المذكورة أعلاه، ولا سيما في بورصة وول ستريت في نيويورك، فعلى سبيل المثال قام المستثمر الكبير وارن بافيت ببيع قرابة 50% من حصته في إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى.. وبذلك بدأ تأثر الدومينو وتأثير الأمواج الترددية والتي تنتشر بتواتر وسرعة في كافة الأسواق والقطاعات، يعززها زيادة المخاوف وبالتالي تزداد عمليات بيع الأسهم وتتراجع أسعارها بشكل كبير وسريع ما يؤدي إلى انهيارات دراماتيكية وتكبد خسائر فادحة.

بعد تحليل ما جرى!!.. ماذا بعد؟!
ويستنتج الدكتور عياش وفقاً لتحليل البيانات السابقة، أولاً، أن الأزمات جزء من منظومة الرأسمالية وبالتالي هي ليست غريبة ولا جديدة.
ثانياً، وبحسب الدكتور عياش، رغم توفر الظروف والدوافع والمخاوف والمخاطر الموضوعية، إلا أنه من الممكن أن يكون هناك مبالغة في ردود الفعل، ولا سيما لدى المستثمرين وحملة الأسهم الكبار وخصوصاً في شركات التكنولوجيا الكبرى، ما زاد من حالة الخوف والهلع وسرّع وضخّم ردود الفعل السلبية والبيع من قبل الآخرين.
وهنا وكما يرى الدكتور عياش قد يكون هناك لعبة مضاربة كبيرة، من خلال استغلال المؤشرات السلبية وتوقع الركود لتخفيض أسعار الأسهم بشكل كبير، ومن ثم يقوم كبار المستثمرين بإعادة شرائها بأسعار مخفضة بما يعرف باسم (قشط السوق)، فيخسر البائعون خسائر فادحة، ويحقق المشترون أرباحاً ضخمة عند معاودة الأسعار الارتفاع من جديد ضمن الدورات الاقتصادية للأسواق.

آخر الأخبار
تعزيزاً للأمن الغذائي.. مخبزان جديدان بريف إدلب  وقفة تضامنية في درعا مع المتطوع المختطف حمزة العمارين   "السياحة" تعلن نتائج الثانوية الفندقية بنسبة نجاح 74.93 بالمئة دراسة مواقع سياحية محتملة للاستثمار بحمص   استجابة شباب القرى… حين وقف أبناء بيت ياشوط سداً أمام ألسنة النار    إعلام عبري: "إسرائيل"  تعتزم استدعاء 100 ألف جندي لاحتلال غزة  إزالة التعديات على الشبكة الكهربائية في درعا خدمات مميزة لمرضى الجلد  في مستشفى الجولان الوطني نعيم أقبيق لـ"الثورة" : تصريحات نتنياهو تتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة وتعكس عدوانية الكيان قمة بوتين- ترامب.. هل تمهد لحلّ الملفات الشائكة؟ قراءة في توافق تقريري لجنة التحقيق الدولية واللجنة الوطنية الباحث جواد خرزم: الشفافية وترسيخ القانو... باراك: تقرير لجنة التحقيق الدّولية بشأن سوريا إنجازٌ ملموس وقابل للقياس الدفاع التركية تجدد دعمها لوحدة سوريا وسلامة أراضيها عشية قمة ألاسكا.. مخاوف أوروبية من صفقة ترامب وبوتين على حساب كييف الأدلاء السياحيون.. سفراء النهضة على أبواب التاريخ التدخلات الإسرائيلية.. العائق الأكبر أمام تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا عودة أكثر من 411 ألف سوري إلى بلادهم من تركيا منذ كانون الأول الماضي شبابنا... تفاقم أزمات وطاقات خارج الاستثمار من الاستنفاد إلى الانطلاق.. 17 ألف طالب حتى الآن يستعيدون مستقبلهم الجامعي إدانات عربية وإسلامية لتصريحات نتنياهو: تهديد للاستقرار وتعد على سيادة الدول