الثورة – دمشق – وعد ديب:
بات واضحاً أن البورصات من أكثر المتغيرات الاقتصادية تأثراً بالأحداث السلبية، ويؤثر عالمياً بشكل مباشر على أسعار الأسهم، وذلك باعتبار أن قيمة السهم هي جزء من قيمة أصول أو كيان اقتصادي (شركة أو مصنع..).
ومن المعروف أنه من أكثر الأحداث السلبية التي تؤثر على البورصات هي الحروب، أو ما يتعلق بنشاط المصارف الكبيرة أو شركات كبيرة وضخمة وذات نشاط هام واستراتيجي، وخاصة منها متعددة الجنسيات، أو نشاطها عابر للحدود، وغيرها مما يتم تداول أسهمها بأكثر من بورصة عالمية.. وهذا حدث على مر التاريخ في البورصات العالمية لتتراجع اليوم الأسواق المالية العالمية بشكل دراماتيكي.
وبحسب مراقبين- شهدت بورصات الأسهم في جميع أنحاء العالم انخفاضات حادة تشبه تلك التي شهدتها في الانهيارات التاريخية، فقد انخفضت مؤشرات بورصة اليابان إلى أدنى مستوياتها منذ عام ١٩٨٧، وسرعان ما لحقت بها الأسواق الآسيوية والعربية والأوروبية، كما تعرضت العملات العالمية والنفط والعملات المشفرة لخسائر اقتصادية – ما آثار الكثير من التساؤلات حول أسباب هذه الأزمة – وما رافقته من هبوط عالمي في معدلات الأسهم والعملات، وبحسب المراقبين أيضاً – لم تكن الأسواق العربية بمنأى عن هذا التأثير، وعن هذه الأزمة فقد تكبدت خسائر ثقيلة نتيجة التأثر بتراجع البورصات العالمية.
تعاني من جمود
ولكن بعد هذا كله تبقى الأنظار متوجهة إلى الوضع الاقتصادي المحلي ومدى تأثره.
الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد في جامعة دمشق الدكتور عابد فضلية قال في رد على تساؤلات لصحيفة الثورة بهذا الخصوص: إن مسألة وضع البورصات العالمية اليوم لم تتضح بعد، لكنها ستتوسع، وسورية جزء من الاقتصاد العالمي وبورصتها واحدة من البورصات الموجودة في العالم، وبكل الأحوال، وكما هو الأمر في جميع بورصات العالم، فإن البورصة السورية تعاني من جمود، بدأ بسبب ظروف الحرب المجاورة، وسيستمر هذا الوضع- والكلام لفضلية– في البورصات المحلية والإقليمية والعالمية لأشهر مقبلة، ولم تمر على البورصة السورية ظروف جمود وركود منذ تأسيسها حتى اليوم، والسبب يعود لظروف الحرب الحالية والقاسية.
ويعتبر أستاذ الاقتصاد الوضع العالمي اليوم حالة ومرحلة قريبة لحالات ومراحل الحرب العالمية الثالثة، والتي بدأت مع نشوب الحرب (الروسية- الأوكرانية الغربية).
الخبير الاقتصادي أوضح أن الحديث عن حرب عالمية ليس المقصود منه تشابه مع الحربين الأولى والثانية اللتين حدثتا بين ومع دول رأسمالية، بل تغيرت اليوم أدواتها وأطرافها، وأصبحت بين دول المحور الرأسمالي والدول الطرفية التابعة له وبين الدول الأخرى، وصارت الحرب العالمية اليوم أو إرهاصاتها تحدث بالوقت نفسه في بقاع عدة متفرقة بعيدة عن حدود دول المركز الرأسمالي، وليس شرطاً أن دول هذا المركز شريك مباشر فيها، كما يحدث اليوم، وسيحدث خلال الحقبة القادمة، وغالباً ما تكون الأزمات الاقتصادية، وأزمات البورصات العالمية مؤشراً لها أو لشرارتها.
محلياً
مدير الدراسات والتوعية والعلاقات الخارجية في هيئة الأوراق المالية السورية نيفين سعيد قالت في حديثها لـ”الثورة”- حول المستجدات التي حصلت بتراجع الأسواق المالية العالمية، وتأثير ذلك على الأسواق المالي المحلية: بعد أن صدر تقرير الوظائف الأميركي الذي سجّل ارتفاعاً في معدل البطالة ليصبح 4.3% دفعت المخاوف من تباطؤ الاقتصاد في الولايات المتحدة واحتمالية انزلاقها إلى حالة من الركود، فاجتاحت موجة بيع سوق الأسهم في جميع أنحاء العالم، تزامناً مع انخفاض المؤشرات الأميركية، وسط وجود معلومات عن خفض أسعار الفائدة في أميركا، كل ذلك أدى إلى تراجع الأسهم العالمية والعملات الرقمية ومؤشرات الأسواق المالية العالمية.
أما بالنسبة لسوق الأوراق المالية المحلي- بحسب سعيد- فإن تأثره (ومنذ بدء تطبيق العقوبات الاقتصادية الجائرة على سورية ولاسيما تلك المطبقة على المصارف المحلية) يقتصر في الوقت الراهن على ما هو محلي وما يتعلق بالاقتصاد السوري، وعليه لم نجد أي تأثير أو تراجع في أسعار الأسهم أو المؤشرات مرتبط بتراجع الأسواق المالية العالمية.