الثورة – منهل إبراهيم:
بالتوازي مع إعلان العراق تأجيل موعد إعلان التحالف الدولي بقيادة واشنطن إنهاء مهمته، أبرمت بغداد اتفاقاً هو الأول من نوعه في تاريخ العراق وتركيا بتوقيع اتفاق لمكافحة الإرهاب والتعاون العسكري والأمني بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها إن بغداد أعلنت تأجيل موعد الإعلان عن انتهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة أمريكا بسبب ما أسمتها “التطورات الأخيرة”.
وقال المكتب الإعلامي الخاص للوزارة في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن “الناطق الرسمي في وزارة الخارجية الأمريكية أدلى بإجابة غير دقيقة رداً على سؤال لأحد الصحفيين وتود وزارة الخارجية أن توضح أنه لا توجد قوات أمريكية في العراق باستثناء المستشارين العسكريين المتواجدين تحت مظلة التحالف الدولي، وهؤلاء مشمولون بمخرجات أعمال اللجنة العسكرية العليا، ويلتزم الطرفان بالآليات المتبعة ومخرجاتها”.
وأضاف أن “أعمال اللجنة العسكرية العليا ركزت خلال الأشهر الماضية على تقييم الخطر الناجم عن تنظيم عصابات داعش الإرهابية؛ بهدف الوصول إلى موعد لإنهاء المهمة العسكرية لعملية “العزم الصلب”، لافتاً إلى أنه “سيتم إنهاء وجود مستشاري التحالف الدولي بكل جنسياتهم على أرض العراق، بحسب نقاشات تضمنت تراتبية انسحاب المستشارين من المواقع، ولم يبق سوى الاتفاق على تفاصيل وموعد الإعلان وبعض الجوانب اللوجستية الأخرى”.
وتابع أنه “تم تأجيل الإعلان عن إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق بسبب التطورات الأخيرة”.
وبيَّن أن “العلاقة الثنائية مع الولايات المتحدة شملت جميع المجالات، بما في ذلك العلاقة الأمنية، وأن هذه العلاقة قائمة قبل تواجد قوات التحالف وستستمر بعده”، موضحاً أن “الوفد العراقي ناقش في وقت سابق، مستقبل العلاقة الأمنية في مجالات التدريب والتسليح والتجهيز والتعاون الأمني، وذلك في ضوء ما يسمح به الدستور العراقي وإطار الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة”.
إلى ذلك قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن “تركيا وقعت مذكرة تفاهم مع العراق للتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب بعد يومين من محادثات أمنية رفيعة المستوى في أنقرة”.
وأوضح فيدان الذي كان يتحدث إلى جانب نظيره العراقي فؤاد حسين عقب محادثاتهما في أنقرة أن الاتفاق الذي وقعه وزيرا دفاع البلدين له “أهمية تاريخية”، وقال حسين إنه الأول من نوعه في تاريخ العراق وتركيا.
وقال فيدان “من خلال مراكز التنسيق والتدريب المشتركة المزمعة في إطار هذه الاتفاقية، نعتقد أننا قادرون على نقل تعاوننا إلى مستوى أعلى”.
وأضاف “نريد تعزيز التفاهم الذي نعمل على تطويره مع العراق في مكافحة الإرهاب باتخاذ إجراءات ملموسة على الأرض”.
وقال مصدر دبلوماسي تركي إن الاتفاق يقضي بإنشاء مركز مشترك للتنسيق الأمني في بغداد إلى جانب مركز تدريب وتعاون مشترك في بعشيقة، بمحافظة نينوى في شمال العراق.
وقال وزير الدفاع التركي يشار غولر لـ رويترز يوم الاثنين الماضي إن الإجراءات التي اتخذتها تركيا والعراق في الآونة الأخيرة لمكافحة الإرهاب تمثل نقطة تحول في العلاقات، وأضاف أن أنقرة تريد من بغداد أن تقدم على خطوة أخرى وتصنف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية في أقرب وقت ممكن.
وقد نشبت في السنوات القليلة الماضية خلافات بين الجارتين حول عمليات عسكرية عبر الحدود تنفذها تركيا ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور الذين يتمركزون في منطقة جبلية بشمال العراق.
ويقول العراق إن العمليات تنتهك سيادته لكن أنقرة تزعم إنها ضرورية لحماية نفسها.
