الثورة – هراير جوانيان:
انتظر عشاق الكرة العالمية عموماً، والإسبانية خصوصاً، انطلاق الموسم الكروي الجديد، الذي بدأ رسمياً يوم الخميس، ونظر الجميع سيكون منصباً على متابعة الصراع المرتقب بين جوهرة نادي برشلونة الإسباني، لامين يامال (17 عاماً)، ونجم فريق ريال مدريد الجديد، الفرنسي كيليان مبابي (25 عاماً)، الذي انتقل إلى قلعة سانتياغو بيرنابيه، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، في صفقة انتقال حرّ عقب نهاية عقده مع نادي باريس سان جيرمان.
وتأثّرت مباريات الكلاسيكو، وكذلك المنافسة بين الغريمين التقليدين كثيراً، منذ رحيل النجم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، عن صفوف ريال مدريد إلى جوفنتوس الإيطالي عام (2018) وذلك بعد تسع سنوات قضاها مع النادي الملكي، وكذلك بمغادرة الأرجنتيني، ليونيل ميسي، نادي برشلونة صوب باريس سان جيرمان الفرنسي مجاناً عام (2021) وذلك بعد (17 عاماً) قضاها منذ تصعيده للفريق الأول في (2004).
وتتشابه بدايات يامال ومبابي كثيراً مع النجمين السابقين: ميسي ورنالدو، إذ إن انضمام مبابي إلى صفوف ريال مدريد، أحدث ضجة إعلامية كبيرة خلال الأشهر الماضية، وذلك بعدما ارتبط اسمه بالانتقال إلى فريق الميرينغي لعدة سنوات، آخرها قبل عامين، ولكنه فضّل في الأخير تجديد عقده مع النادي الباريسي والاستمرار موسمين آخرين، وهو الأمر نفسه، الذي عاشه عشاق النادي الملكي مع كريستيانو رونالدو قبل (14 عاماً) حين نجحت إدارة العملاق الإسباني بالتعاقد معه في حزيران (2009) قادماً من مانشستر يونايتد في صفقة قياسية آنذاك، كما اختار لاعب موناكو السابق حمل القميص رقم تسعة خلال عامه الأول مع نادي ريال مدريد، وهي الخطوة نفسها، التي أقدم عليها رونالدو، والذي يعُده مبابي مثلاً أعلى، عند انضمامه إلى النادي الملكي في بداية مشواره.
وفي الوقت الذي نجح فيه ريال مدريد في التعاقد مع مبابي، خطف يامال الأضواء منه خلال مشاركته مع منتخب لاروخا في بطولة أمم أوروبا (2024) التي أُقيمت مؤخراً في ألمانيا، إذ تألق بشكل لافت مع تشكيلة المدرب الإسباني لويس دي لا فوينتي، وساهم في إحراز إسبانيا اللقب للمرة الرابعة في التاريخ، بعدما سجل هدفاً وقدّم أربع تمريرات حاسمة، وتُوّج أيضاً بجائزة أفضل لاعب صاعد في النسخة الـ17 من بطولة اليورو.
وتتمنى جماهير برشلونة أن يسير يامال على خُطا أسطورة الفريق السابق، ليونيل ميسي، ويساهم في إعادة الفريق الكاتالوني إلى منصات التتويج، ومواجهة ريال مدريد المدجج بالعديد من النجوم، خاصة أن اللاعب الشاب يُعد من خريجي أكاديمية لاماسيا الشهيرة، كما هو الحال مع البولغا، وكذلك برز بشكل لافت مع الفريق الأول للبلوغرانا تحت قيادة المدير الفني السابق، الإسباني تشافي هيرنانديز، كما أن يامال اختار حمل الرقم (19) مع برشلونة في الموسم الكروي الجديد، مثلما سار الأمر مع ميسي الذي حمل الرقم نفسه ثلاث سنوات كاملة.
وتأمل الجماهير في أن يتمكن الثنائي: لامين يامال وكيليان مبابي، من إعادة حقبة الكلاسيكو بين الغريمين، برشلونة وريال مدريد، والنجاح في حمل هذا الإرث الثقيل بإحياء التنافس الكبير بين النجمين ميسي ورونالدو، الذي استمر لسنوات طويلة، وذلك بإضفاء المزيد من الإثارة والتشويق، من خلال المنافسة على تحقيق الألقاب والجوائز وتحطيم الأرقام القياسية، طوال السنوات المقبلة.