الثورة – طرطوس – ربا أحمد:
في الوقت الذي تعاني فيه الكثير من قرى طرطوس العطش فإن أول ما يتبادر إلى عقل المواطن في طرطوس سؤال واقعي، وهو أين دور السدود التي بنيت بمليارات الليرات من حل مشكلة العطش؟ ولماذا لم يتم استثمارها في مياه الشرب وهي التي انتهت الأعمال فيها منذ سنوات؟ أليس من المفترض أنها وجدت لحصاد مياه الشتاء والاستفادة منها في جفاف الصيف؟
في محافظة طرطوس أربعة سدود كبيرة، هي: سد الباسل في صافيتا وهو أكبر السدود بقدرة تخزينية تبلغ 103 ملايين م٣، ويليه سد الدريكيش 6 ملايين م٣، ثم سد الصوراني في الشيخ بدر بحجم تخزين 4,5 ملايين م٣، وسد خليفة 3 ملايين م٣.
“الثورة” استطلعت آراء المعنيين حول هذا الموضوع..
مدير الموارد المائية بطرطوس المهندس محمد محرز قال إن سدي الدريكيش والصوراني مخصصان لمياه الشرب ولكن لم يتم استثمارهما لحين تنفيذ محطات المعالجة اللازمة لرفع التلوث عنهم، بينما سدي الباسل وخليفة يتم استثمارهم في الري وفق شبكات مخصصة وأي استثمار لهم بمياه الشرب سيحتاج الأمر أيضا إلى محطات معالجة وقرار وزاري بذلك.
مدير الصرف الصحي (تكليفاً) المهندس علاء شاهين أكد أن التأخير في رفع التلوث عن السدود جاء نتيجة التعثر في التنفيذ وارتفاع الكلف والتجهيزات ، ولكن العمل مركز الآن فقط على إنشاء تلك المحطات.
ونوه بأن لرفع التلوث عن سد الدريكيش يتم تنفيذ محطة معالجة القليعة الدلبة وتأهيل المحور المركزي لها إضافة إلى أن خط محور خط الصرف الصحي الخاص بحماية السد منته لتكون بعد سنوات المنظومة متكاملة لرفع التلوث عنه.
وبخصوص سد الصوراني أشار شاهين إلى أن محطة المعالجة مكانية ولها محوران شمالي وجنوبي ولكن لم يتم تنفيذهما لحين توفر الاعتمادات المالية اللازمة.
وأوضح أن لسد الباسل محطة معالجة بعمرة، وهي قيد الاستثمار ومحطة معالجة صافيتا ويتم العمل لحل تعثر تنفيذها إضافة إلى محطة المعيصرات وهي قيد الانتهاء ويتم الآن تصديق عقد المحور الخاص بها (محور المعيصرات) لرفع التلوث عن كافة القرى المجاورة لجسم السد ويقدر تكلفته ب 4 مليارات، وهو الأمر الذي سيحتاج للوقت والجهد والاعتمادات اللازمة للوصول إلى المراحل النهائية.
وفي النهاية نجد أن العرس في مكان والطبل في مكان آخر، والسدود ستقضي عمراً في الطبيعة مغمورة بمياه الأجساد العطشى.