التوعية المجتمعية بصعوبات التعلم ضرورة ملحة لحل المشكلات

بشرى سليمان
(ابني لا يركز أثناء القراءة، ومهما بذلتُ من جهدٍ معه لا يحفظ جيداً كباقي زملائه)، هذه شكوى كثير من الأمهات، لكنها لا تراها مشكلة ينبغي عدم تجاهلها والبدء بالبحث عن حلول لها، علماً أن الدراسات الحديثة تؤكد على أن ملاحظات الأهل أو المعلم قد تساعد في الكشف المبكر عن صعوبات أو مشكلات يعاني منها الطفل، ربما ترافقه مدى الحياة في حال تم إهمال علاجها، وفي هذا السياق أضاءت الثورة على دورة /إعداد أخصائي صعوبات تعلم/ تديرها الاختصاصية الاجتماعية التربوية يارا أحمد برعاية جمعية شمعة أمل، للتعرف على طفل الصعوبات، كيف يتم تمييزه، و تحديد الصعوبة التي يعاني منها، ومن ثم التوجه للعلاج، حيث قد بينت أحمد أنه ينبغي على كل أم أو معلم أو مدرب أن يعرف أن هناك مؤشرات تدل على الطفل الذي يعاني من صعوبات تعلم، والذي يمكننا القول أنه طفل خالٍ من أي إعاقات سمعية أو بصرية أو نفسية أو مشاكل أسرية أو اجتماعية، ودرجة ذكائه تماثل الطفل الطبيعي (من ٩٠ فما فوق ) يعاني من تدني بمهارة أو أكثر بعمليات التعلم.
ترى أحمد أن مثل هذه الدورات مهمة للأمهات والمعلمين وطلاب الجامعات (إرشاد نفسي- معلم صف- رياض أطفال ) الذين يحتاجون لمعرفة كيفية التعامل مع الأطفال وخصوصاً إذا تم تدريبهم على حالات على أرض الواقع من أجل الإلمام بمفهوم صعوبات التعلم وأسبابها ومؤشراتها وأنواعها ودعم هذا الطفل نفسياً واجتماعياً وإجراء الاختبارات له لتمييزه عن باقي الأطفال ومعرفة الصعوبات التي يعاني منها.
إيمان محمد حمادة (علم نفس سنة خامسة ): سمعت عن المعلومات القيمة في هذه الدورة وهي ما أبحث عنه في مجال اختصاصي، والذي أغراني أكثر هو التماس المباشر مع الأطفال الذين يعانون صعوبات تعلم والمشاركة في إجراء الاختبارات عليهم .
مها حازم (علم اجتماع ): أتابع جمعية شمعة أمل على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد حصلت عن طريقها سابقاً على شهادة (إعداد أخصائي إدارة الحالة وحماية الطفل ) من جامعة عين شمس في مصر، وباعتباري اختصاصية اجتماعية اتبعت هذه الدورة لزيادة خبرتي وربط معلوماتي النظرية بالتطبيق العملي من خلال قيام الجمعية مشكورةً بفتح باب التطوع والعمل مع الأطفال من فئة صعوبات التعلم سواءً كانت نمائية أو أكاديمية.
مؤشرات ينبغي الانتباه لها
تقول أحمد: هناك مهام ينبغي على الطفل إنجازها في المراحل العمرية الثلاث فمثلاً: طفل الثلاث سنوات يجب أن يعرف كيف يُزرِّر ملابسه ويربط حذاءه ويعرف الألوان والأشكال الهندسية والفواكه و الخضار ووسائل المواصلات.. نلاحظ أن هذه المهارات لم يكتسبها طفل الصعوبات، أو تأخر في اكتسابها، و في سن الرابعة يجب أن يكون نطقه سليماً بنسبة ٧٥-٨٠%
أما من لديه صعوبات فقد نجد لغته غير مفهومة ولديه تأخر بالنطق أحياناً، وهناك مشكلة في طريقة الإمساك بالقلم، أو حفظ الأحرف، أو التآزر البصري الحركي فيصطدم بالأشياء خلال المشي، و مع اجتماع هذه المؤشرات تظهر مشكلة واضحة بالقراءة و الكتابة، فالقراءة بطيئة والخط رديء، وقد تظهر المشكلة بالعمليات الحسابية والتفكير الرياضي وتكوين المفاهيم، كما نلاحظ بعده عن المشاركة بالنقاش، وعدم القدرة على التعبير الشفوي أو الكتابي وتدني مستوى التحصيل الأكاديمي، كل هذه المظاهر هي مؤشرات تدل على أن هذا الطفل لديه صعوبات تعلم تسدعي الاستعانة بالاختصاصيين.
تحديد الصعوبات ودرجاتها
تؤكد الاختصاصية على عرض حالة الطفل على طبيب العصبية أولاً وإجراء فحص رنين للدماغ، لنفي وجود أذية دماغية أو شحنات، و فحص السمع والبصر، ثم يليه طبيب الأطفال في حال وجود مشاكل عضوية أو أمراض، ثم الطبيب النفسي (لأن معظم مشاكل الطفل قد تكون بسبب مشكلة نفسية ) ليأتي أخيراً دور اختصاصي التربية الخاصة حيث تتم دراسة الحالة من خلال جمع البيانات بدءاً من الأم والأب والمستوى الدراسي لكل منهما، والمشاكل التي مرت بها الأم أثناء الحمل والولادة، وتاريخ الطفولة لعمل تقييم مبدئي للطفل يعتمد على المهارات الأساسية هل تناسب عمره أم لا؟، ولاحقاً يخضع لاختبار ذكاء فإذا كانت نسبته (٩٠% إلى ما فوق ) فهو مؤهل لأن يكون لديه صعوبات تعلم، ثم يتم إجراء اختبارات إدراكية واختبارات تحصيلية هي التي تحدد إذا كان لدى الطفل صعوبات أم لا، مع الإشارة إلى ضرورة مراقبته مدة زمنية معينة تجنباً للخلط مع التأخر الدراسي أو بطء التعلم أو انخفاض الذكاء بسبب تشابه السمات، لكن يبقى الحد الفاصل هو دراسة الحالة وجمع البيانات اختبارات الذكاء و رأي المختص.
طرق العلاج
يكون وفقاً لخطة مدروسة قائمة على التعاون بين البيت والمدرسة إن وجدت والاختصاصي، تساهم الأم فيها بنسبة ٨٠% من خلال تعليمها أساسيات التعامل مع الطفل، والعلاج عموماً يرتكز على التأهيل والتدريب والجلسات الجماعية أو الفردية بحسب نوع الصعوبة ودرجتها.
نهايةً تتمنى الاختصاصية أحمد من طلاب الجامعات الذين اختاروا هذا المجال، اتباع دورات مماثلة توفر التدريب العملي الكافي من خلال إجراء الاختبارات على الأطفال ودرجة وكيفية تصحيحها وبالتالي التعامل مع الطفل بطريقة صحيحة.

آخر الأخبار
وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور غرق عبارتين تحملان شاحنات بنهر الفرات الثورة" على محيط جرمانا.. هدوء عام واتصالات تجري لإعادة الأمن العفو الدولية": إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاسبتها   العراق تدعو لتسوية تضمن وحدة سوريا واستقراها 90 ألف غرسة مثمرة والخطة لإنتاج 69 ألف غرسة أخرى في القنيطرة ثانوية جديدة للعلوم الشرعية في طفس تعاون هولندي ومشاريع قادمة لمياه حلب بحث احتياجات حلب الخدمية مع منظمة UNOPS   المخابز تباشر عملها في درعا بعد وصول الطحين