السياسة الأميركية في المنطقة وحرب الإبادة التي يشنها كيان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وقتل الأطفال والنساء والشيوخ منذ أكثر من عشرة أشهر، وحتى الآن والاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان وعلى السيادة الإيرانية وما سيقابلها من رد، كل ذلك يشير إلى مدى الإجرام الأميركي الإسرائيلي وحساسية المرحلة القابلة للانفجار في أي لحظة وتداعيات ذلك الانفجار الذي لا أحد يعلم خطورته على المنطقة والعالم.
الخوف الأميركي الإسرائيلي من رد المقاومة الوطنية اللبنانية والجمهورية الإسلامية الإيرانية على الاعتداءات الإسرائيلية وسياسة الاغتيالات دفعت الولايات المتحدة الأميركية إلى تحريك المفاوضات التي تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وهي مفاوضات عبثية حيث التضليل والخداع الأميركي الإسرائيلي واضح للجميع والهدف من تحريك هذه المفاوضات هو تأجيل أو محاولة إلغاء رد المقاومة اللبنانية وإيران.
الخداع والتضليل الاسرائيلي يظهر من خلال عدم إعطاء رئيس حكومة العدو نتنياهو أي صلاحية للوفد الإسرائيلي المفاوض واستمرار حربه العدوانية على أطفال غزة، وكذلك وضع الشروط التي تنسف المفاوضات، متوهماً أنه بذلك يمكن أن يحقق بالمفاوضات ما عجز عن تحقيقه بالعدوان.
أما خداع الجانب الأميركي يتمثل باستمرار دعم كيان الاحتلال بأحدث الأسلحة المدمرة والقاتلة وتحريك البوارج الحربية وحاملة الطائرات لحماية كيان الاحتلال، ما يعني حالة من الترهيب الأميركي والتورط بقتل الفلسطينيين وأن المفاوضات هي لحماية الغدر الإسرائيلي وما يعتبره نتنياهو إنجازاً في سياسة الاغتيالات وكذلك السعي أيضاً لإرضاء إسرائيل، وهذا يدل على عدم توافر الإرادة الأميركية في وقف العدوان وحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في غزة.
السياسة العدوانية الأميركية الإسرائيلية على قطاع غزة ومحاولة الخداع والتضليل عبر المفاوضات لن تنطلي على المقاومة الفلسطينية، ولن يستطيع نتنياهو أن يحقق بالمفاوضات ما عجز عن تحقيقه بالعدوان وعدم اشتراك المقاومة بالمفاوضات، ورفض الشروط الإسرائيلية خير دليل على التمسك بالحقوق، وكذلك المقاومة اللبنانية وإيران لن يتخلوا عن الرد ولجم وردع العدوان الإسرائيلي، وهذا متوقف على وقف العدوان على غزه من عدمه والأيام القادمة تكشف الحقائق.