ازدادت في الفترة الأخيرة ظاهرة التسول في شوارع وأحياء مدينة حمص، حتى يخال المرء أن شريحة كبيرة امتهنت التسول ووجدت فيه ضالتها ومبتغاها فاعتبرته عملاً مريحاً ومريحاً في الوقت نفسه. واللافت في الموضوع أن الظاهرة لا تقتصرعلى فئة عمرية معينة؛ بل تشمل جميع الفئات من أطفال ويافعين وكبار سن.
هناك مجموعات من الأطفال يتولى قيادتهم شخص ما فيحدد لهم المكان والزمان المناسبين للبدء بالتعرض للمارة وسائقي السيارات في الشوارع، ولا نعتقد أن هؤلاء المتسولين هم فئة فقيرة، لأن الفقراء لا يطلبون صدقة من أحد ولدى أغلبهم عزة نفس كبيرة.
طبعاً، وقبل سنوات الحرب كانت تتولى جمعية “البر والخدمات الاجتماعية” مكافحة الظاهرة وملاحقة المتسولين، ونجحت في القضاء على هذه الظاهرة، وكانت تعالج بعض الحالات الصعبة فعلاً واضطر أصحابها للتسول، لأن الظاهرة تسيء للمدينة مهما كان شكلها ودوافعها.
ومن مبدأ أن حمص معروفة بأنها ” أم الفقير” ومن المعيب أن يتواجد فيها متسولون، لكن في الوقت الحالي عادت الظاهرة للانتشار على نحو واسع، والمطلوب من الجهات المعنية كمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل وعضو المكتب التنفيذي المختص في مجلس المحافظة والجمعيات المحلية معالجة ظاهرة التسول لأنها تدل على وجود خلل كبير في المجتمع له أسبابه الكثيرة، لكن الفقر والحاجة ليسا من ضمنها.