من شوارع مدينة سلحب الهادئة في ريف حماة، خرج طفل صغير يحمل بين يديه حلماً كبيراً.
لم يكن الطفل مازن فندي يعرف أن قطعه الخشبية الصغيرة ستفتح له أبواب العالم، وتضعه في مواجهة أبطال من دول بعيدة، لكنه آمن أن الشطرنج أكثر من مجرد لعبة، إنها مساحة للتفكير، للصبر، ولإثبات أن العقل قادر على صنع المعجزات.
على الرغم من صغر سنه، إلا أنه سرعان ما لمع اسم مازن بين أقرانه، ففي سوريا حصد الميدالية الذهبية في البطولة العربية للفئات العمرية، ليعلن أن الموهبة لا تعرف حدوداً، ثم حمل حلمه أبعد، إلى كازاخستان، حيث واجه أقوى لاعبي القارة في بطولة آسيا للشباب، ليحصد الفضية القارية، بانتظار الجولة الأخيرة.. إنجاز يزرع الفخر في قلوب كل من تابع قصته.
مازن، الذي لا يتجاوز الثانية عشرة، لم يتوقف عند حدود البطولات العمرية، بل ارتدى قميص المنتخب السوري وشارك في أولمبياد الشطرنج العالمي 2022 وسط آلاف اللاعبين من مختلف القارات.
قصة مازن ليست مجرد أرقام أو ميداليات، بل رسالة تقول: إن الأمل قد يولد من أصغر المدن، وأن الإرادة قادرة على تحويل طفل إلى بطل.