نضال بركات:
لقد توحدت الساحات ولم تعد غزة لوحدها في مقارعة الاحتلال وتوسعت المقاومة لتنتفض الضفة الغربية إلى جانب جبهات الإسناد ليزيد مأزق العدو الذي بات الاستنفار في أعلى مراحله بعد تزايد عمليات فصائل المقاومة في الضفة ليتفاقم الخطر على الاحتلال نظراً لتداخل أراضي الضفة مع المستوطنات الإسرائيلية ومساحتها هي أضعاف مساحة قطاع غزة فعمد الاحتلال إلى التصعيد بقصف جوي فاستخدم الطائرات المروحية والمسيّرات في اليومين الماضيين للمرة الأولى منذ بداية الاحتلال للتصدي للانتفاضة المسلحة وكتائبها في جنين وطولكرم ونابلس ومخيماتها وقراها، في محاولة يائسة لاستعادة السيطرة المتآكلة، كما عمد إلى نشر الحواجز العسكرية عند مداخل مختلف المدن والبلدات الفلسطينية مع تزايد هجمات المستوطنين على القرى والمدن الفلسطينية.
وقبل أيام، كشفت صحيفة “معاريف” بأنّ جيش الاحتلال يتوقّع تصعيداً في الضفة الغربية خصوصاً في نابلس ومخيم بلاطة (أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية)، ستتخلله عمليات تفجيرية وانتحارية داخل الكيان, أما شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، فقد نقلت في وقتٍ سابق، تقديرات إلى أجهزة الأمن، جاء فيها أنّها تتوقع تصعيداً في الضفة الغربية، ربما سيكون بحجم انتفاضة، و”ستتخلله عمليات تفجيرية وانتحارية في “إسرائيل”، وأن الانفجار في “تل أبيب”، قبل نحو أسبوع، قد يكون مؤشراً على ذلك، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
ولهذا سارع وزير خارجية الاحتلال، يسرائيل كاتس، إلى التهديد بضرورة التعامل مع ما يجري في الضفة الغربية مثل غزة، من خلال تنفيذ إخلاء للسكان في مخيمَي جنين وطولكرم، للقضاء على ما أسماه “البنية التحتية للإرهاب” داخل المخيمين, وهذه الدعوة هي دعوةٌ فاشيّة لتوسيع دائرة الدمار والإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين.
لقد تغيرت الأوضاع عما كانت عليه سابقاً وتوحدت ساحات القتال ضد العدو, وإذا كانت المعركة التي انطلقت منذ السابع من أكتوبر في قطاع غزة وتوسعت عبر جبهات الإسناد هي تتفجر الآن في الضفة الغربية ويمكن أن تمتد إلى الأراضي المحتلة عام 1948 بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية من كتائب شهداء الأقصى إلى كتائب القسام وسرايا القدس ومقاتلي وحدة أبو علي مصطفى, وهذا يؤكد وحدة هذه الفصائل في الضفة واشتراك حركة فتح التي تعد الأقوى في الضفة في القتال يؤكد رفضها لكل الاتفاقات مع العدو والعودة للقتال ضده، وبالتالي هل سنشهد خلال المرحلة المقبلة عمليات استشهادية ضد الاحتلال؟.
بالتأكيد هذا ليس ببعيد لأن المستوطنات الإسرائيلية المتداخلة مع أراضي الضفة الغربية والقرب من العمق الإسرائيلي يشير إلى أن ما قامت به المقاومة في قطاع غزة سيساعد الفصائل على تنفيذ الهجمات ضد الاحتلال في الضفة وتثير القلق لدى الإسرائيليين لمغادرة مستوطناتهم في الضفة مثلما كان لجبهة إسناد المقاومة اللبنانية التأثير الكبير على مغادرة الإسرائيليين لمستوطناتهم في شمال فلسطين المحتلة, والانتفاضة في الضفة الغربية انطلقت ولن تتوقف لتتوحد ساحات القتال ما بين القطاع والضفة وجبهات الإسناد في محور المقاومة ولن يستطيع أحد التأثير على فصائل المقاومة لإيقاف الهجمات ضد الاحتلال ما يؤكد أن انطلاق طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من غزة يتوسع ليشمل الضفة الغربية ويزيد الخوف والقلق لدى الإسرائيليين، فهل ستغير انتفاضة الضفة مع معجزة طوفان الأقصى المعادلة وفرض شروط تفاوض جديدة لمصلحة القضية الفلسطينية؟.. بالتأكيد هذا ليس مستبعداً وفصائل المقاومة ستفرض شروطها المحقة.