الثورة – أسماء الفريح:
لليوم الخامس على التوالي, تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها في الوقت الذي أجبرت فيه عائلات بأكملها من المخيم على إخلاء منازلها بالقوة.
ووفق وكالة وفا فقد أسفر العدوان على جنين ومخيمها، منذ يوم الأربعاء الماضي، عن استشهاد 14 فلسطينياً وإصابة واعتقال العشرات، إضافة إلى تدمير واسع بممتلكات الأهالي والمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية بما فيها شبكتي المياه والكهرباء.
وتواصل قوات الاحتلال فرض حصار مشدد على المدينة ومخيمها، كما داهمت عشرات المنازل وعبثت بمحتوياتها وعاثت فيها فساداً وخراباً، وأخضعت سكانها للتحقيق ونكلت بهم.
واقتحمت قوات الاحتلال صباحاً ساحة مستشفى ابن سينا، مع مواصلتها إغلاق كل الطرق المؤدية إليه منذ بدء العدوان على جنين، وأخضعت المتواجدين فيها للتحقيق.
وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في صفوف سكان الحي الشرقي من مدينة جنين، الذي شهد عمليات تدمير للشوارع والممتلكات على مدار الأيام الخمسة الماضية، كما أبقت على حظر التجول فيه.
وتتفاقم معاناة أهالي مدينة جنين ومخيمها جراء انقطاع المياه، بسبب تدمير الاحتلال خطوط إمدادات الماء الرئيسية المغذية للمدينة.
وقال مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر، إن إدارة المستشفى اضطرت إلى إغلاق قسم غسيل الكلى وحولت المرضى إلى مستشفيات نابلس، بسبب نفاد كميات المياه من خزانات المستشفى ومنع الاحتلال الدفاع المدني من تزويدها بالمياه.
كما تواصل قوات الاحتلال حصارها لمستشفيي خليل سليمان الحكومي وابن سينا، وتعوق عمل الطواقم الطبية وتستهدف مركبات الإسعاف وتحتجزها وتقوم بتفتيشها.
وأجبرت قوات الاحتلال اليوم عائلات في مخيم جنين للاجئين ومحيط مسجد عبد الله عزام، على إخلاء منازلها بشكل كامل.
وأمس, أجبرت قوات الاحتلال عائلات في حي الدمج على إخلاء منازلها، في الوقت الذي تواصل فيه احتلال عشرات المنازل في الحيين الشرقي والجابريات وتحولها إلى نقاط عسكرية.
هذا وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، أن كل ما يدعيه كيان الاحتلال حول عدوانه على الضفة الغربية كذب.
وقال الصفدي في منشور عبر منصة “اكس”، اليوم: “نرفض ما يزعمه وزراؤه العنصريون المتطرفون الذين يختلقون الأخطار لتبرير قتلهم الفلسطينيين وتدمير مقدراتهم”.
وأضاف: “سنتصدى لأي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني داخل أرضه المحتلة أو إلى خارجها بكل إمكاناتنا.”
كما أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، في بيان صحفي، استمرار الهجمات العدوانية الممنهجة على الفلسطينيين ومدنهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتدمير الهمجي المتعمد للبنى التحتية في مدن شمال الضفة, مشددة على أن انتهاكات الاحتلال الجسيمة للقانون الدولي الإنساني لا يجوز أن تمر دون ردٍ دولي يردعها ويردع وزراء حكومتها العنصريين.
وقال الناطق باسم الوزارة السفير سفيان القضاة إن الممارسات الإسرائيلية الأحادية والتصريحات العنصرية والادعاءات الزائفة التي يستمر وزراء في الحكومة الإسرائيلية بإطلاقها والتي تسعى من خلالها إلى فرض وقائع جديدة تكرس الاحتلال وتحرض على الفلسطينيين مرفوضة ومدانة وتستوجب إيقاع عقوبات دولية على مطلقيها.
وشدد على أن استمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية هو أساس الشر وزواله متطلب لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما أكد أن عمليات الإخلاء والتهجير للفلسطينيين، تُعد خرقاً فاضحاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مُشدداً على أن “إسرائيل” بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، مُلزمة وفق القانون الدولي بحماية حقوق الفلسطينيين في منازلهم.