الثورة – دمشق – لينا شلهوب:
فتح آفاق واعدة لمواصلة تطوير العلاقات التاريخية المتأصلة بين القيادتين السورية والإيرانية، والشعبين الصديقين والحليفين على الصعد كافة، شكل محور اللقاء بين وزير الإدارة المحلية والبيئة في حكومة تسيير الأعمال، المهندسة لمياء شكور و رئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني والوفد المرافق له الذي يجري زيارة رسمية إلى سورية .
المهندسة شكور أكدت على أهمية بلوغ الهدف المنشود من خلال التوافق على مذكرة التفاهم التي تؤطر لاتفاقية التوءمة المزمع توقيعها بين العاصمتين دمشق وطهران، مبينةً أن لدمشق-أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، كما ولطهران- مدينة العمران والحضارة، تطلعات مشتركة على مستوى الإدارة المحلية، ستعنى بالقضايا الاقتصادية، والتجارية، والبيئية والخدمية ذات العلاقة بالتنمية الحضرية المستدامة، منوهةً بوثيقة السياسات العامة لوزارة الإدارة المحلية والبيئة والسياسات القطاعية المنبثقة عنها، والمنطلقة من استكمال عملية الانتقال المنظم إلى اللامركزية وفق الدستور ، والتي تم قوننتها من خلال قانون الإدارة المحلية رقم 107 لعام 2011.
واستذكرت المهندسة شكور ما أكد عليه السيد الرئيس بشار الأسد بشأن تحديات تلبية احتياجات المواطنين الخدمية في ظل المركزية الشديدة فقد قال: ” في مقدمة العناوين دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة …. إلا أن هذا النوع من المشاريع لا يمكن أن ينجح في ظل المركزية الشديدة، لأنه يعتمد على تطور المؤسسات العديدة ذات العلاقة بهذا القطاع، بزيادة كفاءتها واستقلاليتها، أي المزيد من اللامركزية وخاصة لمؤسسات الإدارة المحلية لأن هذه المشاريع يجب أن تكون موجودة في كل منطقة في سورية، هذا لا يحققه سوى الإدارة المحلية الموجودة في كل مدينة وفي كل بلدة وفي كل قرية، وهذا العنوان يرتبط بمجالات كثيرة تتوسع بحكم التطور العالمي، والنجاح فيه سينعكس بشكل مباشر وعميق على الحياة المعاشية والتطور المهني للأفراد، وعلى عدالة التنمية بين الريف والمدينة وبين شرائح المجتمع المتنوعة” .
وأكدت على ضرورة مواصلة الانفتاح على التعاون البيني العربي- العربي ،وتكريس التعاون مع الدول الحليفة والصديقة، مشيرةً إلى أن التعاون الإقليمي اليوم مع الجمهورية الإسلامية الايرانية يعزز الفرص الواعدة للوصول للأهداف الاقتصادية المنشودة إقليمياً ومحلياً، نظراً لتصدي العاصمتين وسكانهما لتداعيات الحصار الجائر والإجراءات القسرية الاحادية الجانب، معتبرةً أنه من شأن التعاون على مستوى الوحدات الإدارية بين البلدين أن يدعم اجتراع المعالجات من خلال نقل و تبادل الخبرات والدروس المستفادة، في كلا العاصمتين مع الاحتفاظ بالخصوصية الحضرية والتاريخية لكل منهما، وخاصةً فيما يتصل بحوكمة الإدارة المحلية والتخطيط الحضري المحلي داخل الحدود الإدارية للمخطط التنظيمي، وباستخدام العلم و التقانة لتعزيز الصمود ولتحسين الواقع المعيشي ورفع سوية الخدمات البلدية المقدمة للمواطنين.
كما أكدت المهندسة شكور على دعم وزارة الادارة المحلية والبيئة/الإدارة المركزية، لجميع الجهود المبذولة في إطار اتفاقية التوءمة، وخاصة فيما يتعلق بتطوير البنى التحتية والشبكات الأساسية وإدارة النفايات الصلبة، والنقل ، وتطوير الحدائق والمنتزهات والمساحات الخضراء والعمل الممنهج على التصدي للتهديدات الناجمة عن التغييرات المناخية، والتي تطال النظم البيئية في البلدين. واعتبرت أن التعاون البيني المحلي بين المدينتين، يرسم خارطة طريق، مضيفة أن اجتماع اليوم سيتم استكماله في محافظة دمشق من خلال توقيع اتفاقية التوأمة بين العاصمتين دمشق وطهران.
من جانبه تحدث رئيس بلدية طهران زاكاني أنه يحمل رسالة واضحة المضامين خلال هذه الزيارة وهي ذات الرسالة السابقة التي تدعم مشاركة الإيرانيين بالدفاع عن سيادة سورية وتطويرها وتنميتها وإعادة إعمارها.
مؤكداً أن البلدين تجمعهما قواسم مشتركة، ويمتلكان طاقات كبيرة، وبإمكانهما تسخيرها لخدمة البلدين والشعبين، معتبراً أن اتفاقية التوءمة التي سيتم توقيعها بين دمشق وطهران ستساهم في ترشيد الإمكانيات التي يمتلكانها وتسخيرها في خدمة العاصمتين.
السفير الإيراني اكبري بدوره تناول امتلاك كل من طهران ودمشق الإمكانيات والطاقات، مبيناً أنه من الممكن أن يتم التعاون وفق نموذج شامل في المجالات كافة، مشيرا إلى وقوف البلدين إلى جانب بعضهما البعض في أصعب الظروف، مشدداً أن سورية كانت دائماً وما تزال محور المقاومة والممانعة، وأن العلاقات السورية الإيرانية مبنية بين قادة البلدين على الأسس والمبادئ، التي أسسها قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الخميني والرئيس المؤسس حافظ الأسد لذلك فإنه مع تغير قادة البلدين بقيت هذه العلاقات وحافظت على ثباتها وتطورها.وفي ختام اللقاء مع رئيس بلدية طهران والوفد المرافق له ، تحدثت المهندسة شكور لوسائل الإعلام في مبنى وزارة الإدارة المحلية والبيئة، مشيرةً إلى أن الوزارة والجهات التابعة، تحتفي اليوم بزيارة رئيس بلدية طهران وعمدتها ممثلاً للسلطات المحلية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكدة أن هذه الزيارة تعكس عمق العلاقات التاريخية والتحالف المتين الذي يربط أركان محور المقاومة في الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما تثبت التحول الاستراتيجي في التوجه شرقاً، والذي يسعى إلى تأطير وتوطيد التعاون البيني والاقليمي والدولي مع الدول وفي مقدمتها الدول الحليفة والصديقة بما يحقق رفاه المواطنين بالبلدين.
مبينةً أن اتفاقية التوءمة ستجمع العاصمتين التاريخيتين دمشق وطهران، معتبرةً أنها قرينة على جاهزية الجانبين السوري والإيراني لمزيد من الإجراءات العملية في مضمار مشاريع التعاون التنموي والاقتصادي والتجاري والحضري والخدمي والبيئي، من خلال ما ستحمله العاصمة طهران إلى دمشق وما ستحمله العاصمة دمشق إلى طهران من خبرات وإمكانيات لتسخير العلم والتقانة في عملية تعزيز دور السلطات المحلية لتوطيد الاقتصاد المحلي تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة.
ولفتت إلى أنه بإمكان هذه الاتفاقية يمكن أن تكون نموذجاً للتعاون البيني المشترك، كما تمنت أن يصار إلى توقيع مزيد من اتفاقيات التوءمة مع العواصم العربية والعالمية.
فيما تطرق رئيس بلدية طهران أن زيارته إلى سورية، هي استمرار للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، في سياق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين والشعبين.