الثورة – ترجمة غادة سلامة:
إن ما حدث في قطاع غزة يمكن أن يحدث بسهولة في الضفة الغربية، من حيث تدمير مخيمات اللاجئين والمدن، والعقوبات الجماعية، والأعداد الهائلة من القتلى والجرحى الفلسطينيين.
ما يحدث في الضفة الغربية في هذه اللحظة هو أن “إسرائيل” تجبر الناس على الدفاع عن أنفسهم وتترك لهم خيارين فقط: الاستسلام الكامل وغير المشروط للمستوطنين المتطرفين؛ أو الدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم. والخياران مكلفان للغاية، ولم يترك الاحتلال خياراً وسطاً. بدأت مصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية منذ عقود وما زالت مستمرة، حيث صدر منذ عام 1969 أكثر من 1200 قرار بمصادرة الأراضي تحت ذرائع مختلفة، منها تصنيف الأراضي كمناطق عسكرية وحدائق ومناطق ذات منفعة عامة.
ويصاحب عملية المصادرة مضايقة أصحابها وإطلاق النار عليهم مباشرة في مزارعهم وحتى في منازلهم، كما يتم استهداف المحاصيل والثروة الحيوانية وفرض المزيد من القيود على حركتها، مما يجعل القرى والمدن الفلسطينية أشبه بسجون كبيرة، يخشى الناس من التنقل بينها.
إن عمليات التفتيش الدقيقة التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي تجبرهم على الوقوف يومياً لساعات طويلة في طوابير يصل طولها إلى مئات الأمتار، أو حتى كيلومتر أو نحو ذلك. وكل من يزور الضفة الغربية يشعر بأنه في سجن كبير، معرض للخطر والقتل طوال الوقت.
لم تكن الضفة الغربية هادئة قبل أكتوبر/تشرين الأول 2023؛ ومن الخطأ أن نفترض خلاف ذلك. فقد أقيمت وتوسعت مئات المستوطنات والبؤر الاستيطانية، التي تؤوي نصف مليون مستوطن، وتؤوي القدس المحتلة نحو 220 ألف مستوطن. وكل المستوطنات والمستوطنين الإسرائيليين غير شرعيين بموجب القانون الدولي، وهو ما تتعامل معه دولة الفصل العنصري بازدراء .
يتعرض الفلسطينيون للإذلال بشكل يومي، حتى لو حصلوا على تصاريح للعمل في بلادهم. ويخاطر أولئك الذين لا يحملون تصاريح بحثًا عن عمل لكسب لقمة العيش. وهناك مقاطع فيديو متاحة تُظهر فلسطينيين يُطلَق عليهم الرصاص بعد اعتقالهم، أو يواجهون كلاب حراسة وحشية.
لقد أصبحت أكثر من 40% من مساحة الضفة الغربية تحت السيطرة المباشرة للمستوطنات. وتم شق طرق منفصلة لاستخدام المستوطنين فقط، مما أدى إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية لتسهيل السفر قدر الإمكان بالنسبة لهم. وفي الوقت نفسه، أصبحت المدن والقرى الفلسطينية بمثابة سجون .
يخاطر الفلسطينيون بحياتهم لمجرد الذهاب إلى العمل في حقولهم، حيث قد يواجههم المستوطنون ويهاجمونهم. وبينما يراقب الجنود الإسرائيليون ـ ويحمون المستوطنين إذا لزم الأمر ـ يتعرض الفلسطينيون للضرب والمضايقة، ويتم تدمير المحاصيل والمواشي وسرقتها.
المصدر – ميدل ايست منتيور
