الثورة – ريم صالح :
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المنكوب، يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح المتكرر، إذ تأمر قوات الاحتلال أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل فيها، ما يضطر مليونا نازح من أصل 2.3 مليون نسمة إلى اللجوء إلى المدارس أو إلى منازل أقربائهم أو معارفهم، أو إقامة خيام في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل المستشفيات ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة.
وفي هذا الإطار، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، “أن إصدار أوامر الإخلاء الجماعي في قطاع غزة من دون ضمان وجود أماكن آمنة للنازحين، يفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل لمئات آلاف الأشخاص”.
وبحسب الموقع الرسمي لمكتب “أوتشا”، ذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمره الصحفي، أنه وجد أكثر من 55 أمر إخلاء ساري المفعول يغطي أكثر من 85% من سكان قطاع غزة حتى اليوم.
وأشار دوجاريك، وفق ما ذكرته وكالة وفا، إلى أن عمليات النزوح المتكررة تؤدي إلى فصل الأسر عن بعضها البعض، وتآكل أنظمة الحماية الاجتماعية وخاصة بالنسبة إلى النساء والأطفال.
وحول وصول البعثات الإنسانية إلى شمال غزة، أفاد المتحدث الأممي بأنه وصل 37 مهمة إنسانية فقط خلال أول أسبوعين من الشهر الحالي من بين 94 تم التخطيط لها، وفي جنوب غزة تم فقط تسهيل 50% 243 مهمة إنسانية منسقة.
ونبه دوجاريك إلى أن مكتب “أوتشا” لم يتمكن من الوصول إلى شمال غزة لمدة 28 يوما، وأن قوافل المساعدات تتعرض لإطلاق النار أو لظروف تهدد الحياة أو يتم إيقافها أو تأخيرها لساعات.
وفي سياق متصل، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” اليوم الثلاثاء، من انتشار القوارض والحشرات في قطاع غزة، ما يشكل خطرا على صحة الناس في ظل الأوضاع المتردية.
وقالت الأونروا، في بيان عبر موقعها الرسمي، “تتدهور الأوضاع الصحية في غزة بشكل متزايد يومًا بعد يوم، إذ تشكل الحشرات والقوارض خطرًا على الصحة من خلال نشر الأمراض، ما يهدد صحة الناس”.
وأضافت: “تعمل فرق الأونروا على دعم العائلات النازحة في الملاجئ، بهدف منع هذه الآفات من اجتياح المساحات المكتظة التي يعيشون فيها”.