الاستشفاء الذاتي بالطاقة الايجابية والإرادة.. حقيقة أم خيال.؟!

 

الثورة – طرطوس – بشرى حاج معلا:
كثيراً ما نسمع عن أشخاص أصيبوا بأمراض خطيرة عدة، ثم ما يلبثوا أن يتشافوا منها، وكأن سحراً وقع عليهم.. فلدى أي شخص قوى شفاء ذاتية، وهذا قد اختبره الكثيرون وكانت قوى روحية مساعدة في الشفاء وظهرت على العلن نتيجة قوة الإيمان والثقة بالنفس والروح والجسد أولاً وأخيراً.
وقد تناول الكثير من خبراء الطاقة الحيوية هذا الموضوع بأمثلة مع أشخاص كثر، كان لهم الحصة الأوفر من الاستشفاء رغم استعصاء المرض، بدورها سلطت “الثورة” الضوء على ذلك من خلال لقائها مع المدرب الدولي في الطاقة الحيوية الدكتور سمير هادي، الذي أشاد في نقاط كثيرة مساعدة في التشافي من الأمراض تكون السبب الأساسي في التشافي الذاتي.
– الخوف من المرض هو المرض..
الدكتور هادي أكد أن تجاوز الخوف من المرض وفهمه والتعرف على أسبابه وإدراك أعراض التوتر والخوف، مثل القلق من أهم أسباب علاجه وفهم التغيرات في النوم أو الشهية، بالإضافة إلى التعرف على تقنيات التأمل الداخلي اليومية لتصفية الذهن وتقليل مستويات التوتر، كتخصيص أوقات للهدوء الذي يمكن أن يساعد في تعزيز السلام الداخلي والتنفس العميق يمكن أن يُساعد على تهدئة الأعصاب.
كما أشار إلى أن العلاج البديل بالطاقة والشعور بالتحكم في بعض الحالات والتواصل مع الناس والتحدث إلى الأصدقاء، الأشخاص المقربين أو المحترفين يمكن أن يُساعد في تخفيف الشعور بالخوف والوحدة ويمكن أن تساعد تقنيات مثل العلاج بالتأمل في تنشيط طاقة الجسد وتحسين الصحة النفسية.
إضافة إلى خلق بيئة إيجابية وتجنب المعلومات السلبية.. كذلك ممارسة العناية الذاتية كتخصيص وقت لأنشطة يحبها الشخص، سواء كان ذلك في ممارسة الرياضة، القراءة، أم حتى الهوايات، يساعد في تحسين المزاج العام، والأهم تقديم معلومات دقيقة حول حالتهم وما يمكن توقعه، ما يساعد في تقليل القلق.
– التحضير للأوقات الصعبة..
ولفت د. هادي إلى أن التحديات الصحية في ظروف أي مرض متواجدة دوماً، ويجب النظر لخيارات العلاج المتاحة، وجعل الإجراءات متسقة مع القيم والمعتقدات عند التعرض لأي مشكلة صحية فالاستعانة بالإيمان والروحانيات يمكن أن تكون عاملاً مساعداً في مواجهة المخاوف المتعلقة بالصحة.. كالصلاة، والتأمل، أو أي شكل من أشكال التعبير الروحي يمكن أن يوفر دعماً عاطفياً، إضافة إلى استغلال قوة العقل الإيجابية من خلال التفكير الإيجابي والمواقف المتفائلة، وإذا كان الخوف مؤثراً قوياً فقد تكون الاستشارة النفسية أو العلاج النفسي خياراً جيداً لتقديم الاستراتيجيات والتغلب على المخاوف.
فالأفكار ليست مجرد مخرجات ذهنية، بل لها تأثيرات حقيقية على الصحة الجسدية والعاطفية، وتعزز الأفكار الإيجابية مشاعر السعادة والرضا، ما يؤدي إلى زيادة هرمونات السعادة مثل الإندورفين والسيروتونين.. هذه الهرمونات تُساعد في تقوية نظام المناعة، وخفض مستويات التوتر.
أما الأفكار السلبية يمكن أن تؤدي إلى القلق والاكتئاب، وتُسبب إطلاق هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما قد يؤثر سلباً على الصحة الجسدية.
فعندما نفكر في مواقف مثيرة للقلق، يتفاعل الجسم بأدوات التوتر (fight or flight)، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل دقات القلب، وزيادة ضغط الدم، وتوتر العضلات. هذه الاستجابة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية على المدى الطويل، مثل أمراض القلب أو اضطرابات هضمية.
حتى كيفية التحكم بالألم.. فهناك دراسات تشير إلى أن طريقة تفكيرنا قد تؤثر على إدراكنا للألم، كالتفكير الإيجابي والتحفيز الذاتي الذي يمكن أن يساعدان في تخفيف الشعور بالألم، إضافة إلى استخدام تقنيات البرمجة العقلية مثل التصور الإيجابي أو التأمل لتخفيف الألم وزيادة تحمل الجسم له.
والأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق غالباً ما يعانون من أعراض جسدية مثل التعب، والصداع، وآلام العضلات، إضافة إلى الأدوات والعلاجات التدعيمية كتقنيات العلاج الذاتي واستخدام أدوات مثل البرمجة اللغوية العصبية (NLP)، والعلوم النفسية، يساعد في إعادة برمجة الأفكار السلبية وتحقيق التوازن الذاتي، مما ينعكس إيجابياً على الصحة الجسدية.
– عادات صحية للتشافي..
وأشار د.هادي إلى مجموعة من العادات الصحية التي يمكن أن تعزز من عملية التعافي وتحسن من جودة الحياة، ومن أهم هذه العادات كالتغذية السليمة مثل تناول الأطعمة الصحية والتركيز على تناول الفواكه والخضراوات، والحبوب الكاملة، والبروتينات الصحية مثل الأسماك والدجاج، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة وشرب كميات كافية من المياه يساعد في تحسين وظائف الجسم بشكل عام وتعزيز قدرة الجسم على التعافي.. وممارسة الرياضة أو تمارين التنفس والحصول على قسط كافٍ من النوم يُعتبر عنصراً أساسياً في عملية الشفاء.. وكذلك تخصيص وقت للاسترخاء.
– الدعم الاجتماعي..

ولفت إلى أن التحدث مع الأصدقاء والعائلة يقدم دعماً، ويمكن أن يشجع على الشفاء، فيجب ألا يتحمل الشخص المريض العبء وحده كما أن الانضمام إلى مجموعات دعم والتواجد مع أشخاص يمرون بتجارب مماثلة يمكن أن يساعد في تبادل الخبرات وتقديم الدعم العاطفي ما يسارع في التشافي وتعلم المهارات الجديدة أو هوايات يساعد في تحسين المزاج ويزيد من مستويات السعادة..والتحدي الذاتي والثقة بالنفس.
كذلك الامتثال للتعليمات الطبية بدءاً من الالتزام بمواعيد زيارة الأطباء وإجراء الفحوصات اللازمة إلى قبول العلاج والانتظام عليه.. إضافة إلى تجنب الإجهاد الناتج عن العمل وضمان وجود توازن جيد بين العمل والراحة.
وتنظيم اليوم لتحقيق الأهداف الشخصية من دون إرهاق، كما أن بث الروح الإيجابية لدى المرضى يمكن أن يكون له تأثير كبير على تجربتهم في التعافي مثل تحفيز الأحاديث الإيجابية بين المرضى والزوار، والتركيز على الأمور الجيدة والمبهجة والاهتمام بغرفة المريض يمكن أن يرفع من معنوياته وتشجيع الزيارات من الأحباب لدعم الموقف الإيجابي، والانضمام إلى مجموعات دعم يمكن أن يساعد في تبادل التجارب الإيجابية، إضافة إلى تنظيم ألعاب أو أنشطة ترفيهية قد تساعد المرضى على الابتسام والضحك وتقديم الفنون والموسيقا إضافة إلى تحقيق الأهداف الصغيرة القابلة للتحقيق التي تعزز شعوراً بالإنجاز، ومن ثم الاحتفال بالنجاحات الصغيرة، مع الاهتمام بالتغذية الجيدة والتواصل مع الطبيعة والتشجيع على النشاط البدني، من خلال أنشطة خفيفة تناسب الحالة مثل المشي أو تمارين الإطالة إذا كان بالإمكان ذلك.
ومن المهم أن يتذكر الشخص أن كل مسار للشفاء هو فردي، وقد تختلف الاحتياجات بين الأشخاص فالتعافي من المرض يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك نوع المرض، مرحلته، صحة الفرد العامة، وجود الدعم العلاجي والنفسي، والالتزام بالعادات الصحية.
وأكد د.هادي أن كل الأبحاث والدراسات تظهر بأن الأفكار ليست مجرد خيال، بل إنها محور رئيسي يؤثر بشكل عميق على جسد الإنسان وصحته العامة، كما أن تعزيز الأفكار الإيجابية وتطوير استراتيجيات التفكير الصحي ربما يكون له تأثير كبير على جودة الحياة.
في الختام.. يمكن القول: إن العادات المتبعة أعلاه يمكن أن توفر بيئة صحية كاملة وبيئة متشافية شاملة، حتى أنها لا تحتاج الرجوع إلى الأطباء المهرة لطالما يصنعها الإنسان بإرادته، حتى يظنها البعض أن هناك سحراً وقع، وما هي إلا صدق الفرد وإيمانه بقدرة الله على صنع المعجزات وخلقها في كل وقت وحين.
فإذا أصيب إصبعك بقطع وبدأ ينزف، سيتوقف النزيف، وسينغلق الجرح، وفي النهاية سيشفى من تلقاء نفسه.. فلا تعلم كم حجم المشكلات التي يمكن أن يسببها أو يوقفها العقل الباطن، ويبقى الطبيب الداخلي المنظم للأفكار معالجاً أساسياً لجميع أنواع الأمراض مهما استعصت.

آخر الأخبار
السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي "لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق