الملحق الثقافي- علم عبد اللطيف:
أأنساهُ وقد ذكَرَ التّهاني
وهلّلَ بانتصارٍ
إصبعان؟
أأنعيه زماناً لم أصِلْه
وما وصَلَ الزمان ُ
إلى مكاني؟
ومنه كنتُ أحملُ غَضّ قلبٍ
تشارَكني ببعضِ
العنفوان
وما جَنحَ الفؤادُ إلى التشفّي
ولم يُمعِن ببادرة
الحنان
وحين شرعتُ أسترضيه عفواً
أشاحَ بغنج
حاليِةِ الغواني.
إليكَ إليكَ يا زمناً نعاهُ
شقيُّ غوايتي بعدَ
الأوان
ولم أعلم أكان بكَ انشغالي
وتلويحي بقلبي كي
تراني
أم الخطراتُ ما بلغتْ مداها
وما اهتزّتْ على صَخَبِ
الجنان.
ولكن بتُّ مُمتنّاً لقلبٍ
أقام لديَّ منه
مِنّتان
فواحدةٌ أثَرْتُ لديه خفقاً
تردّدَ مثلَ ترجيع
الأغاني
وواحدةٌ بأنّي لم ألُمْهُ
ولم أعتبْ عليه إذ
بكاني
وفيَّ الاثنتانِ كما أليفٍ
و ناسٍ.. كيف لا
يتنازعان.
مسحتُ دموعَه رشّات حزنٍ
على هُدبي كحبّات
الجُمان
ولم يُشفقْ عليَّ بعبرتيه
سوى لتيَقّني كسبَ
الرّهان
ولم أجزمْ بمعنىً لم يقلْهُ
ولكنّي أُفسّرُ
ما عناني
أما كان اعتراهُ الظنُّ مثلي
ومازَجَ ما اعتراه بما
اعتراني؟
وإن أثخنتُه عتباً فما في
عتابي ما يُنافي
امتناني
وبتُّ كأنني أنقاضُ معنىً
تهدّمَ قبل سُكناهُ
المباني.
أودّعُهُ وما وفّى احتجاجي
على مَنحي عطاءً
ما كفاني
وما بدأ الرحيلُ يحثُّ خطوي
ولكنّ الوداعَ على
لساني.
العدد 1206 –24-9 -2024