الثورة : متابعة هلال عون:
بدأت كبريات الصحف الغربية تتحدث عن استحالة العيش الآمن أو المستقر للصهاينة في فلسطين المحتلة، حيث باتت حياتهم أشبه لكابوس يلاحقهم.
كما بدأت تلك الصحف تتحدث عن هجرة المستوطنين العكسية من داخل الكيان إلى بلدانهم التي قدموا منها.
وفي هذا السياق تقول صحيفة “تليغراف” البريطانية في تقرير لها: “وفقاً لشركة كوفاس بي دي آي Coface BDI” وهي شركة أبحاث إسرائيلية فإن ما يصل إلى ٦٠ ألف شركة قد تغلق أبوابها في عام ٢٠٢٤ .
وتضيف التليغراف: “إن الناس داخل “إسرائيل” باتوا منهكين جداً، بل حتى الجيل القديم لم يعد يشعر بالاطمئنان إلى مستقبله هنا”.
وتنقل عن مستوطنة جاءت من طرابلس واستوطنت فلسطين عام ١٩٦٧، وعايشت كل الانتفاضات، تنقل عنها قولها: “هذه المرة الأولى التي أشعر فيها بعدم الاطمئنان، يبدو أن المستقبل هنا غير آمن”.
وفي الرؤية ذاتها تناولت صحيفة “فايننشال تايمز” ما ينتظر “إسرائيل” في حال مواصلتها العدوان على لبنان أو في حال إقدامها على هجوم بري، وألمحت إلى أن قوة حزب الله قد ازدادت على مدى السنوات الـ ١٨ الماضية، منذ حرب تموز عام ٢٠٠٦.
ولفتت إلى تحذير ورد في دراسة قدمتها جامعة “رايخمان” الإسرائيلية يشير إلى احتمال أن يقوم حزب الله بإطلاق “ما يصل إلى ٣٠٠٠ صاروخ وقذيفة يومياً في اتجاه “إسرائيل”، في هجمات كثيفة بهدف إرباك الدفاعات الجوية الإسرائيلية، والتركيز على أهداف دقيقة ومحددة، من القواعد العسكرية إلى المدن”.
وفي مقارنة بين إمكانات حزب الله المتفوقة على إمكانات حماس قالت “فايننشال تايمز”: “في غزة لا توجد أي علامة على الانتصار لـ “إسرائيل”، حيث ترفض حماس الاستسلام ولايزال في حوزتها 100 أسير إسرائيلي”.
وتوضح الصحيفة بما يشبه المقارنة وربما لأخذ العبرة مما جرى في غزة فتقول: “أهداف الغارات الإسرائيلية على لبنان تقتصر على جعل الشمال آمناً بما يكفي لعودة عشرات آلاف الإسرائيليين “.
وتشير إلى أنّ تحقيق هذا الهدف يستدعي أن يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف ترسانة حزب الله، المقدّرة بنحو 200 ألف صاروخ وصواريخ باليستية قصيرة المدى لتقليصها، ودفع مقاتليه إلى شمالي نهر الليطاني.
وتصل الصحيفة إلى المغزى من سردها السابق إلى التحذير المبطن من شن حرب برية على لبنان، فتقول: “أي هجوم عبر البر سيكون أكثر تعقيداً وخطورةً بالنسبة لـ “إسرائيل”، من الهجوم الجوي”، مستشهدة بتحذيرات قادة عسكريين وأمنيين إسرائيليين من الوقوع في فخ الهجوم البري الذي ينتظره مقاتلو حزب الله.
ولتحذير “إسرائيل” مما ينتظرها في حال شنت هجوماً برياً لفتت الصحيفة إلى أنّ الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 “يُنظر إليه على أنّه يمثّل ما مثّلته فيتنام للولايات المتحدة”، فضلاً عن ذلك، فإنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي منهك اليوم، بعد عام من القتال في قطاع غزة، كما أوردت “فايننشال تايمز”.
و تنقل الصحيفة عن شلومو موفاز، وهو مسؤول كبير سابق في استخبارات “الجيش” قوله إنّ الهجوم البري على لبنان يمثّل “المرحلة الأخيرة” وأنّه “لن يحقق مكاسب كبيرةً لإسرائيل”.
ونقلت عنه أيضا قوله: إنّ “إسرائيل” لديها حالياً 3 فرق فقط تعمل في الشمال، وهو العدد نفسه الذي نشرته في أثناء حربها الفاشلة على لبنان عام 2006، وأقل من الفرق الأربع التي قاتلت في قطاع غزة”، معرباً عن اعتقاده بأنّ “الهجوم البري ليس مطروحاً على الطاولة خلال الأيام أو حتى الأسابيع المقبلة”.
