تشرين التّحرير بين مشهدين

الملحق الثقافي- حسين صقر:
لأنها حرب التحرير التي قوضت قواعد الاشتباك مع العدو الإسرائيلي، وحطمت أسطورته التي لاتقهر، كان من الضروري بمكان أن تكون ملامح انتصارات تشرين حاضرة في المشهدين الدرامي والأدبي السوريين، كقصص وروايات تمجد النصر، وترسخ بذاكرة الأجيال التاريخ المشرق الذي سطره جيشنا العربي السوري الباسل على الجبهة السورية، والجيش المصري الشقيق على الجبهة المصرية، وقد تنوعت هذه المشاهد بين الشعر والنثر والقصة والرواية وفي الدراما والسينما بهدف تعزيز الانتصار، وإعلاء قيمة الشهادة وجوهر المقاومة.
فبالنسبة للدراما السورية فقد نجحت بتوثیق حرب التحرير عبر العديد من الأعمال التلفزيونیة، وركزت فيها على بطولات الجیش العربي السوري في ميدان المعركة وعلى إحياء روح البطولة والانتماء والتضحية من أجل الوطن، مؤكدة أن الأمة العربية قادرة على صنع المعجزات.
تلك الأعمال رصدت هذا الحدث التاريخي الذي غير في ضمير الأمة وخريطة الصراع العربي الإسرائيلي، لكن في الوقت ذاته، لم تعط ما يجب منحه لحرب كحدث مهم وحرب تحرير قلبت الموازين، حيث اقتصرت تلك الأعمال على بعض الحكايا الواقعية التي استنبطت من الواقع، ووثقت قصصاً ميدانية من أرض المعركة في مزج مترابط ما بين الدراما وواقعية الشريط الوثائقي، كما رصدت بعض الأعمال عمق العلاقات الاجتماعية بين السوريين ووقوفهم بجانب بعضهم بعضاً ونسيانهم لكل الخلافات مع رصد معارك حقيقية ضارية بين الجيش العربي السوري وقوات الاحتلال، ونذكر من الدراما «عواء الذئب» و»العريس».
وفي السينما، فقد اقتصرت الأفلام بعد تحرير القنيطرة على عدد محدود من الافلام مثل فيلم «موت مدينة» و»القنيطرة حبيبتي» و» الذاكرة» و»زهرة الجولان»، ونجح مخرجو الدراما في صياغة مشهدية أخاذة في فيلم «مهمة خاصة» الذي رصد تضحيات الجنود السوريين في عملية تحرير مرصد جبل الشيخ.
أما على صعيد المشهد الروائي، فقد استندت بعض الروايات إلى مرجعية واقعية في توثيق المعارك الجوية والارضية حول جبل الشيخ، وذلك من خلال سرد وقائع تحرير هذا المرصد الحصين، كما ركز بعضها
على حب الوطن والمشاعر القومية النبيلة بين أبناء العروبة الذين يتقاسمون شرف الانتماء إلى الأمة العربية، وشرف الجهاد ضد محتل غاصب لجزء مهم من أرض الوطن، وضد عدو صهيوني يقتل الحياة والوجود والكرامة في الإنسان العربي، كما رصدت تحولات الحرب في النفس البشرية وقيمة التضحية من أجل الانتصار، واعتمد بعضها الأسلوب التوثيقي والتسجيلي للعلاقات الاجتماعية، وذلك دون إهمال التقنيات الفنية، وتقديم عمل إبداعي قادر على خلق التحفيز، مقروناً بمشاعر البطولة واستحضار التاريخ، خاصة وأن حرب تشرين التحريرية رسمت حاضر الانتصارات ورسّخت مفهوم المقاومة لاسترجاع الحقوق.
                          

العدد 1207 –1- 10 -2024     

آخر الأخبار
وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً تطوير البنية التحتية الرقمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تمثال الشهداء..  من ساحة سعد الله إلى جدل المنصّات.. ماذا جرى؟  الفرق النسائية الجوالة .. دور حيوي في رفع الوعي الصحي داخل المخيمات إجراءات لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في بلدة حلا مفاعيل قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة على سوق البيع باللاذقية  الاستثمار في الشركات الناشئة بشروط جاذبة للمستثمر المحلي والدولي  سوريا.. هوية جديدة تعكس قيمها وغناها التاريخي والحضاري الهوية البصرية للدولة.. وجه الوطن الذي نراه ونحسّه  تطبيق "شام كاش" يحذر مستخدميه من الشائعات تأهيل مدرسة "يحيى الغنطاوي" في حي بابا عمرو أهال من جبلة لـ"الثورة": افتتاح المجمع الحكومي عودة مبشرة لشريان الخدمات فتح باب الاكتتاب على مقاسم جديدة في حسياء الصناعية