الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
تقاوم الحناجر صمتها، بصوتها وتغنّي، وتتساءل «فكيف أمام النار أسالم» ولعلّ هذه الأغنيات تؤثر في النفس البشريّة والرأي العام فتشحذ الهمم وتحيي الأمل، وبذلك تقوم الوسائل الإعلاميّة بوظيفتها السيكولوجيّة في التأثير على عواطف وأفكار المتلقّي أيّاً كان عمره وثقافته، تعطيه إكسير الحياة رغم كل هذا الدّمار المحيط به والخذلان والموت، هذا عن الغناء فكيف إذا كانت الأغنية وطنيّة والتي لطالما كانت وفيّة لإنسانيّة الإنسان في وجوده وفكره ومعتقده، تردّدها حناجرنا باللاوعي تتأصّل في ذواتنا وضمائر أطفالنا الصغار، ولعل الأغنية الوطنيّة كانت تنتج دون سبب أو مناسبة، ولم يكن صنّاعها ينتظرون أزمة، أو مدافع، أو حرباً حتى يتذكروا واجبهم تجاه بلدهم، فالعنوان الكبير كان حبّ الأرض، تبقى الأغنية الوطنيّة من الأغاني الأبقى مهما مرّ عليها الزمان لأنها صوت الثوّار والأحرار حول العالم، وإن تأثير الغناء على الروح ليس في عصرنا وحسب بل منذ زمن « أفلاطون» الذي قال وقتذاك»: من حزن فليستمع للأصوات الطيّبة فإن النفس إذا حزنت خمد منها نورها فإذا سمعت ما يُطربها اشتعل منها ما خمد» وبالعودة إلى التاريخ أيضاً «كان اسكندر ذو القرنيّن إذا وجد في نفسه ما يعكّر صفو مزاجه من انقباض أو حدس دعى تلميذه ليحضر له العود ويضرب عليه فيزول عنه ما كان به».
إذاً تأثير الغناء والموسيقا علينا كتأثير الماء والهواء فلنغنّي للأرض للنصر للحريّة والسلام، وليبقى الفنّ الملتزم بقضايا وجودنا سلاحنا وثقافتنا ورسالتنا الإنسانيّة..فاسمعي أيّتها الحياة إننا لأجلك نقاومُ ونغنّي.
العدد 1208 – 8 – 10 -2024