الثورة – حلب – فؤاد العجيلي وسهى درويش:
خطوات خجولة يحاول من خلالها القطاع المصرفي في مدينة حلب مواكبة الآليات الجديدة المتبعة عالمياً، والتي تتعثر بمعيقات كرّستها المركزية ،وأثّرت على انتشارها وتنوّع خدماتها.
وهذه المركزية في اتخاذ أي قرار انعكست سلباً على التعاطي مع الإعلام، خاصة وأن أي تصريح لوسائل الإعلام الرسمي بات يتطلب موافقة الإدارات العامة، وأحياناً موافقة الوزارة، هذا الأمر جعلنا في مكتب صحيفة الثورة في حلب، نتوجه إلى مكتب نقابة عمال المصارف لإعداد هذا التقرير الصحفي.
نقص اليد العاملة
رئيس مكتب نقابة عمال المصارف فيصل إبراهيم عزوز أوضح أن أهم معاناة في جميع المصارف العامة هي نقص اليد العاملة، وتسرب العديد من العاملين إلى القطاع الخاص بسبب ضعف الأجور في المصارف العامة وارتفاعها في المصارف الخاصة، وهذا النقص في اليد العاملة أثر سلباً على تقديم الخدمات المصرفية، لافتاً إلى أن عدد العاملين انخفض نحو 70% عما كان عليه قبل الحرب، ولم يتم تعويض هذا النقص بالرغم من إجراء المسابقة المركزية.
حواسيب وصرافات عاطلة
وأضاف أن هنالك معاناة أخرى، وهي عدم وجود سيارات لنقل الأموال، وكذلك قدم الأجهزة الحاسوبية والعدادات، و”تتعطل” في كثير من الأحيان، من دون أن يتم استبدالها، الأمر الذي يعيق سير العمل، وكذلك هنالك معاناة في قلة عدد الصرافات وعدم توزعها الجغرافي الذي يلبي حاجة المواطنين على مستوى المحافظة، فيوجد /15/ صرافاً يتبع للمصرف العقاري، و/25/ صرافاً لـ “التجاري” و/2/ منها لا يعملان، وما تبقى حسب تغذيتها بالكهرباء، إلى جانب وجود صراف في المصرف الصناعي فقط، وهذه الصرافات تتموضع فقط ضمن مركز المدينة، الأمر الذي يؤدي إلى حالات ازدحام ضحيتها العمال المتقاعدون الذين ربما يضطرون للوقوف أكثر من يوم لقبض رواتبهم.
900 حساب يومياً
وأشار رئيس مكتب النقابة إلى أن فروع المصرف التجاري والعقاري والتسليف والتوفير مستمرة بعمليات فتح حسابات مصرفية للإخوة المواطنين، ويتم يومياً فتح ما يقارب 900 حساب، علماً أن كل عملية حساب ربما تستمر نحو 20 دقيقة، والمواطن بعد فتح الحساب لا يزال ينتظر منحه بطاقة الصراف التي يتم تصديرها مركزياً، مع الإشارة إلى أنه يوجد العديد من المواطنين الموطنة رواتبهم في المصارف العامة ينتظرون بطاقاتهم منذ أكثر من عام.
إقبال على قروض الطاقة
وأكد عزوز أنه نتيجة الوضع الاقتصادي، وخاصة لذوي الدخل المحدود انخفض عدد طلبات القروض الشخصية، بينما هنالك إقبال على قروض الطاقة بسبب عدم وجود فوائد مالية عليها، حيث يقوم مصرفا “التوفير والتسليف ” بمنح هذه القروض بالتنسيق مع الجهات المعنية.
مقترحات التنظيم النقابي
وختم رئيس مكتب النقابة حديثه: إن مكتب النقابة يطالب وبشكل دائم ومستمر من خلال المؤتمرات النقابية والاتحادات المهنية والاتحاد العام والقيادات العمل مع الحكومة من أجل معالجة مشكلات القطاع المصرفي، ومنها إلزام المصارف الخاصة بوضع صرافات تتوزع على جغرافية مدينة حلب، وتحقق الربط الإلكتروني بين جمع المصارف الخاصة والعامة، وإجراء مسابقة خاصة بمحافظة حلب لتعويض النقص في اليد العاملة، مع ضرورة تثبيت العمال المتقاعدين، وتزويد فروع المصارف بأجهزة حواسيب وعدادات جديدة، وتخصيص القطاع المصرفي بحلب بسيارات نقل أموال، وتعديل قيمة الحوافز والتعويضات للعاملين في المصارف العامة.
المركزية تحد من عمل الإعلام
وفي الختام– والحديث للمحرر– نأمل من وزارة المالية والإدارات العامة للمصارف العامة الحد من المركزية خاصة في التعاطي مع وسائل الإعلام، ولاسيما الإعلام الرسمي، ومنح صلاحيات لإدارات الفروع بتزويد المكاتب الصحفية في المحافظات بالمعلومات التي تسهم في تطوير العمل المصرفي، وتسلط الضوء على الجهود التي يبذلها هذه القطاع.
تصوير- خالد صابوني