الثورة ـ علاء الدين محمد:
مهما بلغ المرء من الرصانة والرزانة والحكمة والمنطق والعقل، فلا يستطيع أن يسمع أشخاصاً وهم يبثون أحقادهم وسمومهم، محملين المقاومة وزر ما يحدث من إجرام وقتل وإبادة ممنهجة للشعب في فلسطين وجنوب لبنان، ويقولون هذا رأي وعلينا احترامه.
أي رأي هذا الذي يضرب صميم المجتمع والوطن، ويتقاطع مع العدو الصهيو أمريكي، كيف لعاقل في مجتمعنا أن يتقبل مثل هذا الرأي والعدوان في أشده وكيف له أن يساوي بين القاتل والضحية.
هؤلاء لايريدون جرائم القتل والإبادة التي يقوم بها العدو في كل حي وشارع ومدينة في فلسطين ولبنان وسورية فهم مصابون بعمى الألوان.
يبدو أن الإغراءات والأمنيات لهذه الأصوات قد وجدت ضالتها، واستحوذت على كل ما لديهم من حس وانتماء بثمن بخس، وما تنطحهم ليكونوا صوت العدوان وعقله وفكره، إلا دليلاً على ارتهانهم للمحتلين.
ورغم أن جنرالات الاحتلال ومنظريه يعلنون أنهم امام أيام صعبة في الجنوب اللبناني، بل إن منظرين صهاينة يتخوفون من أن نهاية كيانهم قد اقتربت، فإننا نجد بعض المأجورين يتحدثون العكس وهم متحمسون ومستعجلون للقضاء على المقاومة وعلى أبناء جلدتهم أكثر من المحتل نفسه.
بالتأكيد هذا الصوت يؤلم ويوجع، لكنه لا يغير من الحسابات في شيء فكثيرون هم الموهومون بضعف المقاومة أمام العدو، ولكن الفيصل- كما قال الشهيد سماحة السيد حسن نصر الله: “بيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان” وبالتالي من يرسم معالم المستقبل، ويفرض المعادلات ويغير الوقائع والأحداث والتطورات هو قبضات المقاومين، وثبات أقدامهم في وجه العدوان، متسمرين في الأرض كشعاع الشمس الذي لا يغيب.