الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
على الثقافة أن تكون حرّة، تهزّ العالم بيدها، منفتحة الأفق، تؤمن بالعقل وتتقن بحذر بما تنقله، وبهذا نستطيع أن نتكلّم عن خطاب ثقافي وإبداعي جديد، لا أن نكتب على وجه الماء وننسى، وعلى المثقفين أن لا ينسوا التاريخ أيضاً ولا يغرّهم الانفتاح الرقميّ، نحو ثقافة الهباء تنتزع جذورها لتبقى ريشة في مهب الريح، أين هذا الانتماء الذي تتكلم عنه «وأنت الشاعر تتقن فن الحديث على المواقع الإلكترونية العالميّة ولا تدر وجهك لحوارٍ في صحيفة وطنيّة كانت منبرك الوحيد»، كل هذه المواقف هي انتماء ثقافيّ، والتجذّر انتماء والمصداقية انتماء، لا تصدقوا كل ما ينشره البعض.. فهو يكتب على وجه الماء مجرّد أفكار عابرة، لا يهمها إلا أن تجني ثمناً بخساً لا تساوي قيمة الإنسان كقيمة مثلى، يستحضرني قول « الفرنسي مكسيم رودنسون» ما أسوأ اللغة التي لا فعل لها سوى فعل التوابل والبهارات التي تساعدنا على ابتلاع الأطعمة الفاسدة والمتعفّنة!» وهو ما يفعله البعض من دعاة الثقافة يضع بلاغته في خدمة القبح.. ليغطي ندوبه النفسيّة المتقيّحة بقناع ثقافي!. وبالعودة إلى الثقافة الحقّة برأي على الثقافة أن تكون يد الأمّ الحانية تجيد تربيتنا، تكبر معنا تشيخ معنا تولد وتتجدّد، عليها أن تكون الأم المثلى لكي تقنعنا أنّ الجنّة تحتَ أقدامها ونحن الأبناء البررة بها وبإنسانيّتنا جمعاء لا أن نكتب رضاكِ يا أمّي على وجه الماء ونمضي!!
العدد 1212 – 5 – 11 -2024