أفضل إخراج لـ «اقتل نملة» في مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير الحسن بشار إسماعيل: يتناول الفيلم فكرة تأثير المال على السلوك والأفكار
فؤاد مسعد
إنجاز جديد تحققه السينما السورية من خلال الفيلم الروائي القصير «اقتل نملة» الذي حصد جائزة أفضل إخراج في ختام الدورة 25 من مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير، الذي أقيم خلال الفترة الواقعة بين 7 و 10 من الشهر الحالي في المغرب.
الفيلم سيناريو وإخراج الحسن بشار إسماعيل، وجسد شخصياته كل من الفنانين: بشار إسماعيل، عبد الله شيخ خميس، علي يوسف، محمد غوطاني، إياد أحمد، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.
والمخرج الحسن بشار إسماعيل خريج روسيا جامعة «كينو إي تيليڤيدنيا» قسم إخراج، يعمل في صناعة الأفلام الواقعية في الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر، كما عمل في مجال الإعلانات خارج الوطن العربي، ومن مشاريعه القادمة فيلم متوسط الطول بعنوان «خارج الصندوق».
ولإلقاء مزيد من الضوء الكاشف حول خصوصية وعوالم فيلم «اقتل نملة»، وما يحمل من دلالات، وأهمية الجائزة التي نالها، كانت لنا معه هذه الوقفة:
ـ بأي عين ترى أهمية الجائزة التي نالها الفيلم؟ وهل من مشاركات في مهرجانات قادمة؟
هذه المشاركة كانت الأولى للفيلم ضمن مهرجان سينمائي، وهناك مشاركات قادمة عبر مهرجانات عربية وعالمية، أما عن أهمية الجائزة فأرى أنها لا تكمن بتسمية أو مرتبة، وإنما في إيصال أفكار ووجهات نظر وثقافة الشعب السوري بالشكل الأفضل لبقية الثقافات الأخرى.
ـ ما الذي جذب لجنة التحكيم للفيلم ومنحه جائزة «أفضل إخراج» تحديداً؟
لا أستطيع الجزم حول السبب الذي جذب انتباه لجنة التحكيم للفيلم، ولكنها تُثبت أن الطاقم الذي عمل على تنفيذ الفيلم بجميع أفراده استطاع النجاح ولفت نظر اللجنة إلى قدراته في صناعة عالم غرائبي بصري بشكل احترافي رغم قلّة الموارد المالية.
ـ أين تكمن دلالات العنوان «اقتل نملة» بكل ما يحمل من غرائبية؟
تكمن الدلالة في فعل «القتل»، فعندما ترفقه بنملة ربما يكون الفعل بسيطاً ولا يؤدي إلى أي عواقب، ولكن عندما تُرفقه بكلمة إنسان يكون له عواقب اجتماعية وقانونية ودينية، علماً أن فعل القتل هو نفسه لم يتغيّر.
ـ كيف يُقدم الفيلم جدلية العلاقة بين القوي والضعيف؟
جدلية العلاقة بين القوي والضعيف أبدية منذ أسطورة «قابيل وهابيل» وإلى يومنا الحالي، فالقوي هو من يمتلك الموارد والضعيف هو من يحتاجها، والعلاقة بينهما يحددها القوي بشكل مطلق، وفي فيلم «أقتل نملة» القوي هو من يضع بطل الفيلم ضمن الظروف التي تواجهه.
ـ إلى أين يتجه الفيلم في طرحه واقع خيالي وغرائبي وتناول وجه من أوجه الفساد؟ أيتجه للواقعية السحرية؟ وكيف تمت معالجة هذه المواضيع على صعيدي الحكاية والصورة؟
الفيلم من نوع «ديستوبيا» أو كما نسميه في عالم الأدب «أدب المدينة الفاسدة»، يعتمد بشكل مباشر على الغرائبية والخيال وعلى تبنّي الأفكار السوداوية في الطبيعة البشرية بكل جوانبها، وتناولنا في الفيلم فكرة تأثير المال على سلوك البشر وأفكارهم، وفي طبيعة الحال عالم المال مليء بالفساد والسوداوية وتحقيق الرغبات الشاذّة اجتماعياً وأخلاقياً، فكانت فكرة تناول المال عن طريق فيلم من نوع «ديستوبيا» هي الطريقة الأنسب لإيصال الشعور بصريّاً ودراميّاً.
ـ صوّرت الفيلم تحت جسر الرئيس، فأي صعوبات واجهتكم خلالها؟
تم تصوير الفيلم خلال يوم واحد فقط، وفي أكثر منطقة مزدحمة في دمشق وهي «جسر الرئيس»، وكان هناك الكثير من الصعوبات، ولكن على الرغم من صعوبة الظروف كان طاقم العمل بقمّة التنظيم والاحترافيّة، واستطعنا السيطرة على موقع التصوير، وتمّ التنفيذ على أكمل وجه وفي زمن قياسي.
ـ إلى أي مدى تجد أن الفيلم القصير «بما فيه من تكثيف» قادر على إيصال الفكرة بشكل أوضح وأكثر تأثيراً؟
تكمن جمالية الفيلم القصير بالأفكار التي يمكن طرحها من خلاله، وفي قدرته على الجمع بين العمق الفني والرسالة المؤثرة في إطار زمني قصير، مما يجعله تجربة فريدة ومميزة، وهنا تكمن قدرته على التأثير بشكل مباشر.